الثورة الحقيقية: التحرير من قيود الذات في حين تستمر المناقشات حول الثورات السياسية ودور الحكام والنظم الدوليه، لا يسع المرء إلا أن يتوقف عند جوهر القضية: تحرير النفس البشرية من القيود المفروضة عليها.

إن ما يسمّى بـ «الثورة» ضد الأنظمة الخارجية والاستعمار الجديد، هو فقط جانب واحد من الصورة الكبرى.

فالقمع الحقيقي يبدأ عندما تقيّد أفكارك وطاقاتك بسبب مخاوف المجتمع التقليدية ومفهومه الضيق للتطور.

إننا نحتاج لرؤية أصغر نطاقيًا لكن أقوى تأثيرًا - وهي الثورة الداخلية.

هذا النوع من التحولات الجذرية يحدث عندما يعيد الفرد تعريف علاقته بالعالم المحيط به ويتحرّر من أغلال الوظائف الاجتماعية المقيدة والرغبات المادية المبسطة.

إنه الشعور بالتحرر من عبودية الحاجات الدنيوية والسعي نحو اكتشاف الهدف الأعلى للحياة والذي يتجاوز المكاسب الزائلة.

فعندما يتحول التركيز بعيدا عن البحث عن التغييرات الخارجية لتصبح همتك الأولى هي تطوير نفسك داخليا، عندها فقط يمكنك حقا فهم معنى الحرية الكاملة.

لأنها ليست مرتبطه بما تمتلكه بقدر ارتباطها بكيفية استخدام عقلك وفكرك لاتخاذ قرارت مستقلة وغير مقيدة بتوقعات الغير.

لا شك بأن البناء على أسس راسخة للمؤسسات والإدارة أمر ضروري لدولة مستقرة، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقضاء على مظاهر التحكم والتلاعب العالمي.

ومع ذلك، تبقى نقطة الانطلاقة لكل تقدم حقيقية كامنة ضمن قلب وعقل كل فرد قادر على اتخاذ قرار التغيير وبداية رحله التحرير الخاصة به.

فلنتوقف للحظة وننظر الى الداخل، دعونا نفحص دواخلنا ونقيّم مدى طموحاتنا وما اذا كنا نستغل كامل إمكاناتنا أم أننا نقبل بدور ثانوي مكتفين بالتواجد وسط جمهور المشاهدين.

هل أنت مستعد لخوض ثورتك الشخصية؟

هل تستطيع البدء اليوم باتجاه حياة مختلفة تتمتع فيها باستقلال اعمق؟

كل شيء ممكن.

.

.

إذا اخترت ذلك.

#وهم

1 Bình luận