هل نحن حقّا مستعدون لمستقبل تعليمي بلا مدارس أم أنه حلم بعيد المنال؟

بينما تتكاثر أصوات الرافضة لفكرة إلغاء النظام المدرسي الرسمي لصالح التعلم الحر عبر الإنترنت، إلا أنها تبقى جدلية مثيرة للنقاش.

صحيحٌ أن المدرسة التقليدية قد تواجه تحديات جمّة اليوم، بدءًا من قيود المكان وزمان وصول المعلومة وحتى عدم قدرتها على اللحاق بوتيرة التقدم العلمي والتكنولوجي المتلاحقة.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات التعليمية الرسمية في تشكيل شخصية الفرد وتزويده بمهارات اجتماعية وقدرات انضباط ذاتي لا يستطيع العالم الافتراضي توفيرها بنفس المستوى والكثافة.

بالإضافة لذلك، هناك جانب مهم آخر وهو ضمان المساواة في الحصول على التعليم الجيد بغض النظر عن الوضع الاقتصادي للطالب وعائلته، وهو الأمر الذي يصعب التحكم فيه عند الانتقال الكامل نحو نموذج افتراضي قائم بشكل رئيسي على الانترنت والذي غالبا سيكون مكلفا ماديا لمن يرغب بالحصول على خدمة عالية الجودة منه.

بالتالي، ربما يكون الحل الوسطى الأكثر واقعية وفعالية هو دمج عناصر التعلم الإلكتروني ضمن البيئة المدرسية المعتادة بحيث يتمكن الطلاب من الاستفادة من فوائد كلا العالمين دون خسارة أي منها.

1 التعليقات