هل نحن نبني مستقبلنا أم نكتفي بإدارة الحاضر فقط؟

هذا السؤال يتردد صداه بعد قراءة تلك الأسطر التي تتحدث عن التنمية المستدامة وشبكات الواي فاي وجائحة كوفيد-١٩.

صحيح أنه يتم التركيز على الاحتواء والسعي نحو التقدم التدريجي، لكن أليس الوقت قد حان لتجاوز مرحلة الإصلاحات الدورية والانتقال إلى مرحلة الثورة الخلّاقة؟

إن كنا فعلا مهتمين بالتنمية المستدامة، فلابد لنا أولا من إعادة تعريف معنى "المستدام".

فهو لا يعني ببساطة خفض الانبعاثات الكربونية وزيادة المساحات الخضراء، ولكنه يتطلب تغييرا جذريا في طريقة حياتنا وعلاقتنا بالعالم الطبيعي من حولنا.

ولذلك اقترح أن نشجع على تبنى نموذج اقتصادي دائري يعتمد على إعادة استخدام المواد وإعادة تدوير النفايات، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير التعليم الذي يركز على مهارات القرن الواحد والعشرين مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والوعي الرقمي.

وبهذه الطريقة سنضمن تحقيق النمو الاقتصادي دون المساس بالبيئة أو المجتمعات المحلية.

وفي حين يعتبر البعض التطور التكنولوجي كالواي فاي ٦ مجرد طفرات صغيرة غير مؤثرة، فأنا أجزم بأن له دور أساسي في تشكيل واقعنا الجديد.

تخيل معي عالماً متصل بشبكة رقمية فائقة السرعة توفر الوصول بسهولة للمعرفة والترفيه وفرص العمل!

سيؤدي هذا الارتباط الشديد إلى تحويل مفهوم التفاعل البشري نفسه، وسيفتح آفاقا واسعة أمام التعاون الدولي وتبادل الخبرات والثقافات.

وأخيرا، جائحة كورونا علمتنا دروس قيمة حول هشاشة الأنظمة الطبية العالمية وضعف بنيتها التحتية أمام الكوارث الصحية.

ومن الضروري الآن الاستثمار بكثافة في الصحة العامة وبرامج الوقاية والرعاية الأولية لتجنب انهيار نظام الرعاية الصحية مرة أخرى عند ظهور أي تهديدات مشابهة في المستقبل القريب.

فلا ينبغي النظر إليها باعتبارها كارثة وحسب، وإنما نرى فيها أيضا نقطة انطلاق نحو نظم طبية أقوى وأكثر مرونة.

إن التغييرات الجذرية التي تحدث حولنا تحتاج منا جميعا للتكيُّف بسرعة واتخاذ إجراءات جريئة.

فلنكن رواد عصر جديد مبني على الابتكار والاستدامة والاحترام العميق لقيمة الحياة البشرية.

#مثلا #جيل #نواجه #فرصة #للتحرك

1 Komentari