هل يمكن للكلام أن يخلق الواقع؟

في حين تحتفل بعض المقالات بقدرة العلم والتطور التكنولوجي على تغيير مصائر البشر، وفي الوقت نفسه تؤكد أخرى على قوة الكلمات وتأثيراتها العميقة، لا يسعني إلا التسائل: ما إذا كان هناك علاقة بين هذين الجانبين المتعارضان ظاهرياً؟

ربما تبدو فكرة العلاقة بعيدة المنطق، لكن دعونا نفكر للحظة.

.

إن التقدم العلمي الذي حققه الإنسان يعتمد في جوهره على التواصل والمعرفة وتبادل المعلومات اللفظية وغير اللفظية أيضاً.

فالعلوم مبنية على قوانين ونتائج تجارب موثقة والتي غالبا ما تنقل بالكلمات والكتابة.

كما أنه من الممكن اعتبار اللغة نفسها نظاماً علمياً منطقياً للمعاني والتعبير عنها.

بالإضافة لذلك، تعد الرموز المستخدمة لوصف الظواهر العلمية شبيهة جداً بالمفردات والسياقات الأدبية المستخدمة لتحسين العلاقات الإنسانية وردم الهوة بين الثقافات والشعوب المختلفة.

وهكذا، بينما تستمر البشرية بالسعي نحو الاكتشافات الجديدة واستخدام تقنيات متقدمة لحياة أفضل، تبقى الكلمة سلاح ذو حدين قادرٌ على خلق واقعٍ جميلٍ أو مدمر حسب طريقة استعماله وحكمة حامليه.

وبالتالي، فالفهم العميق لدور الكلمات وأثرها النفسي والفلسفي ضروري لاستثمار طاقات العلم لصالح المجتمع ولتحقيق التعايش السلمي بين الناس.

إن لم نتعامل بحذر واحترام لقيمة الكلمة، فقد يتحول تقدمنا العلمي والعالم بحد ذاته إلى كارثة تهدد وجودنا واستمراريته.

لذلك، فلنرتقي بواقعينا بالأفعال الحسنة وبالكلمات الجميلة المثمرة.

#للنسب #الشخصية #يتميز #المحلي #حقيقية