"التوازن الرقمي: ضرورة لحماية هويتنا الإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي" هل نسعى فقط لاستبدال العقل البشري بمُعالِجاتٍ برمجية؟

أم إن هدفنا الحقيقي يتمثّل في استخدام التقنيات الحديثة كمُساعد قوى يُمكنه رفع مستوى خبرتنا وكفاءتنا المهنية والاجتماعية والنفسية ؟

للأسف، تبدو بعض النظريات الحالية مهووسة بفكرة التفوق الآلي المطلق، وتصور مستقبلا يكون فيه دور الإنسان ثانويًا بينما يتحكم الجهاز الإلكتروني بكل شيء بدءًا من القرارات المصيرية وحتى العلاقات الشخصية!

وهذا خطأ جسيم يعرض جوهر كياننا للخطر ويؤثر سلبيًا علي صحتنا النفسية .

علينا إذن اتخاذ موقف مسؤول ومتزن عند التعامل مع ثمار الثورة الصناعية الرابعة ؛ حيث يجب التأكيد دائما وأبدا علي التميُّز الذي تتمتع به الكائنات العضوية والتي يتمثل أبرزه في الوعي والإدراك والقدرة الفريده علي الشعور بالفرح والحزن والخيال وغيرها الكثير مما لا تستطيع أي آلات الوصول إليه مهما تقدم العلم والتكنولوجيا.

ولا يعني هذا التقليل من إنجازات الذكاء الصناعي ولكنه دعوه لإعادة النظر في طريقة اندماجه مع حياة البشر بحيث يصبح أداة وليست غاية.

فعندما نوظفه لصالح تطوير العملية التعليمية مثلا فلابد ان نفكر جيدا ونخطط بعناية لمنع أي اثار جانبيه مزعجه ولتحسين تجارب المتعلمين وجعلها اكثر تفاعلية ومعنوية وفائدة لهم.

وبالمثل عندما نستعمل أقوي حواسيبنا لمعالجة بيانات ضخمة متعلقة بزراعتنا وغذائنا فسيكون لذلك مردود ايجابيا للغاية لكن بشرط عدم اهمال الطابع الانساني لهذا القطاع الحيوي والذي يشمل جمال الطبيعة وانجازات العامل البسيط وسحر الارواح التي تعمل تحت اشعتها الدافئه.

.

.

الخ ختاما ، فالتطور التكنولوجي سلاح ذو حدين ويمكن استخدامه لبناء عالم أفضل اذا احسنّا ادارته واستمتاعه ضمن اطاره الطبيعي والبقاء دوما مدركين لقيمة وجودنا وما نمثله كتجاريب روحانيه فريدة ولكن اذا اسيء فهمه واستعماله فقد يؤذينا ويقتل داخلنا تلك الشرارة الانسانية المميزة التي تكفل لنا قيمتنا عزيزه.

#بالحصول #فالاعتماد

1 التعليقات