في ظل هوس المجتمع الحالي برومانسة الصورة المثالية للعلاقات الإنسانية، غالباً ما يتم تجاهل الدور الحيوي للصداقات القوية والمُجزية حقاً.

بينما يحتفل الكثيرون بقوة الحب والرومانسية، فإننا بحاجة ماسّة لإضاءة الضوء على أهمية وجود نظام داعم قوي من الأصدقاء الذين يقفون بجانبنا ويرفعون من معنوياتنا عندما نواجه تقلبات الحياة.

الصداقة ليست مجرد ميزة فريدة؛ إنها حاجة أساسية لبقاء الإنسان ورفاهيته النفسية.

إن الثراء الحقيقي للحياة يأتي ليس فقط من الارتباط العميق بشريك رومانسي واحد، وإنما أيضًا من مجموعة متنوعة من العلاقات المتبادلة والدعم الاجتماعي الذي توفره هذه الشبكة الواسعة من الأصدقاء المقربين.

فعندما نفقد شخصًا عزيزًا علينا بسبب الانفصال أو الوفاة، يلعب أولئك الأشخاص المميزون دورًا هامًا للغاية في عملية الشفاء لدينا.

وعلى الرغم مما سبق ذكره بشأن ضرورة الاعتراف بتعدد واستمرارية مشاعرنا وتجارب حياتنا المتغيرة باستمرار، إلا إنه لمن المؤسف ملاحظة مدى سرعة تبدد العديد من الصداقات الوثيقة بعد فترة قصيرة نسبياً.

وعلى عكس مفهوم الزواج التقليدي الدائم والمتوقع منه الاستقرار لفترات طويلة جداً، غالبًا ماتصبح الصداقات عرضة للتغير وعدم الاتزان بسبب عوامل مختلفة مثل تغيير مواقع العمل والانتقالات المكانية وغيرها الكثير.

.

.

وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمفهوم "العائلة المختارة".

بالتالي، يتعين عليَّ الآن طرح سؤال مهم عليكم جميعا: لماذا نشهد مثل هذا الافتقار الملفت للنظر للاستثمار والاستقرار في مجال الصداقة مقارنة بمجالات أخرى كالزواج مثلاً ؟

وهل هناك أي خطوات قابلة للتطبيق يمكن اتخاذها لتحسين مدة وقيمة روابط الصداقة بعمق أكبر وبناء شبكات أقوى منها ومن ثم خلق شعور بالأمان والانتماء لدى الجميع بغض النظر عمّا تمر به الحياة الشخصية للفرد سواء بالسعادة ام التعاسة ؟

!

1 Reacties