الثبات جزء لا يتجزأ من الحياة المتوازنة

قد يبدو الأمر تناقضا واضحا عندما نقرأ عن انتصار فريق رياضي شهير ونرى نفس الصفحة تحمل أخبارا مؤسفة لعائلات ضحت بحياتها فجأة نتيجة ظروف خارجية لم يكن بوسع أحد توقعها.

إن الجمع بين هذين الحدثين لهو أمر تعليمي للغاية لكل منا فيما يتعلق بمفهوم "الثبات".

بالنسبة لفريق كرة قدم كتلك الفرق العريقة، الثبات يشمل التدريب المنتظم، اتباع نظام غذائي صحي، التركيز الذهني أثناء المباراة بالإضافة الى إدارة الضغط العصبي داخل الملعب وخارجه.

أما فيما يخص الكوارث الطبيعية كالحادثة المؤثرة في الجمهورية الدومينيكية، يمكن فهم الثبات هناك بمعنى مختلف ولكنه مرتبط بنفس القدر بالقدرة على الصمود وسط المصائب وعدم السماح لهذا الحدث بأن يسحق روح المجتمع ويعطل مسيرة التقدم لديهم.

وعليه، سواء أكان الحديث عن تحقيق هدف جماعي كالفوز بدوري ما أم التعامل مع مصيبة وطنية مؤلفة، فإن كلا منهما يتطلب مستوى معين من التحمل العقلي والنفسي والذي عادة ما يتم اكتساب مثل تلك الصفات عبر المرونة والمرانة الشخصية للفرد والجماعة.

وهذا يعني أيضا أنه يجب علينا جميعا ان نعمل باستمرار علي تطوير مهارات التأقلم لدينا وأن نبقى ثابتين خلال التجارب المختلفة لأن الحياة عبارة عن قوس وقذف متواصل ولا يوجد ضمان لوقت طويل خالي من أي عقبات.

وبالتالي، فالهدف النهائي الوحيد حققه أولئك الأشخاص الذين حافظوا على ثباتهم رغم تقلب الزمان هم فقط من سيرتقون ويبلغون أعلى الدرجات بالإنسانية.

وفي نهاية المطاف، تعتبر هاتان التجربتين درسا بليغا لكافة البشر بضرورة الاعتراف بقيمة الثبات كأسلوب حياة ومصدر طاقة داخلي يجعل المرء قادر على مقاومة الظروف القاهرة والخروج منها أقوى مما سبق.

لذلك فلنشجع دائما صفات الصبر والقوة والعزيمة لدى أنفسنا وعند الآخرين كي نحقق التوازن المنشود بين أفراح وانتكاسات الدنيا.

#البشرية #يؤدون #يكرهونها #والتطور