وطنٌ في القلوب: حين تصبح العلاقات البشرية ملاذ الآمان

في خضمِّ الحديثِ عن الوطنِ والأرضِ والجذورِ التاريخيّة.

.

هل تساءلنا يومًا إنَّ الوطنَ حقًّا أكبرُ مِن حدودِه الجغرافيَّة؟

وإنَّه أشملُ ممَّا نراه بأعينِنا ويحدِّده خطُّ فاصلٍ جغرافيٍ؟

إنَّهُ ذلك الشعورُ الداخليُّ المرتبطُ بالأحبَّة والصِّلاتِ الاجتماعيّةِ التي تغذي الروحَ والكيانَ.

إن لم يكن لدينا أرضٌ ماديّةٌ نطمحُ إليها وندافع عنها، فإنَّ قلوبَنَا تحتوي ملايين الأميالِ من الطرقِ نحو الأحبابِ، وكلُّ لحظةٍ نقضيها برفقتهم هي حافَّةٌ أخرى نضيفها لسلسلتنا الذهبيّةِ من ذكرياتٍ خالدةٍ.

فعلى سبيل المثالِ، لو تخيلنا نفسَنا في بلدٍ غريبٍ بلا أقاربَ ولا صديق، عندها ستدرك مدى حاجة النفس البشريّة لذلك الدفء الأسري والشعوري الذي يقدمه وجود الأشخاص المهمين في حياتنا.

فهي مصدر قوتنا ومقاومتها للتغييرات المفاجئة والحياة اليومية المضنية.

وبالتالي، يصبح مفهوم "الوطن" مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمدى امتلاك الفرد لعلاقات مستقرَّة ومتينة تؤثث عالمه الخاص بهوياته المتعددة.

إنَّ جمالَ العلاقةِ الحميمةِ بين البشرِ يجعل منهم وطنًا صغيرًا لكل فردٍ ضمن كيانه الكبيرِ.

وفي النهاية، سواء كنا نبني مدنًا أو مؤسسات اجتماعيّة متماسكةً، يبقى جوهرُ أي تجمع بشريٍّ ناجح مبنيا على تلك الأساساتِ العاطفيّةِ التي تجلبُ للشخص شعورا بالسعادة والانتماء والاستقرار.

لهذا السببِ بالضبط، تعدُّ الصحبةُ الطيبةُ والصديقُ الوفيُّ سرُّ سعادتك واستقرار عقلك وقلبك مهما كانت الرياح هائجةً خارج باب المنزل.

وهنا يتحقق معنى قول الرسول صل الله عليه وسلم:" المرء على دين خليله".

فهو دليل راسخ بأن البيئة الإجتماعية للفرد تساهم كثيرا فيما يختاره ويتجه نحوه خلال مسيرته العمرية.

فكما يقول المثل العربي القديم :" أخوك من نصحك"، فالرفقاء هم مرآتك الخارجية وهم وطني الخاص بك والذي سيحدد شكل مستقبل أيامك المقبلة بإذن الله عز وجل .

هل هناك شيء أجمل من مشاركتنا للحياة مع أولئك الذين اختارت أرواحنا الصحبة معهم؟

بالتأكيد لا!

فهم

#الأمجاد #2342 #بالنصر

1 הערות