التعليم والذكاء الاصطناعي، فصول رقمية بلا وجوه بشرية؟

!

مع طفرة التقنيات الجديدة والتقدم الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبح العالم يتغير بوتيرة متسارعة للغاية مما يؤثر وبشكل جذري علي الكثير من جوانب حياتنا اليومية والتي يأتي التعليم علي رأسها.

فالمناخ الجديد للتعليم الرقمي يوفر العديد من الفرص لا حدود لها أمام المتعلمين حول العالم حيث يسعون إلي تطوير مهاراتهم وخوض تجارب ثرية ومبتكرة بعيدا عن القيود التقليدية للمؤسسات التعليمية القديمة.

ومع ذلك، وسط كل هذه التحولات المذهلة، يجب ألّا نهمل الدور الحيوي للمعلمين الذين نشأ عليهم أغلب سكان الأرض وما ساهموا به خلال عقود طويلة من التفاني والإخلاص في صناعة قادة المستقبل وصناعه الحضارة الحديثة.

لذلك، لا بد وأن نفكر جيدا فيما إذا كنا قد وصلنا بالفعل إلي مرحلة تستطيع فيها الآلات القيام بدور المعلمين البشر تمامًا واستبداله بهم خاصة عندما يتعلق الأمر بتنمية الشخصية وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية وغيرها مما يصعب برمجة الآلات لفهمه وتنفيذه بنفس الطريقة والكفاءة مقارنة بالإنسان.

وهل سيسمح لنا الزمن بأن نغفل قيمة التواصل الانساني والحميمية وجها لوجه أثناء تلقى وانتقال المعلومات والمعارف المختلفة ؟

!

وفي النهاية، فإن استخدام تقنيات ذكية مثل الذكاء الاصطناعي يعد سلاح ذو حدين فهو قادر علي تغيير واقعنا للأفضل ولكنه قد يؤدي أيضا لانهيار بعض الأسس المجتمعية الهامة والتي بني عليها كيان الانسان منذ بداية الخليقة.

لذا وجبت دراسة تبعاته المحتملة جيدا والاستعداد له وفق خطط مدروسة تأخذ بالحسبان جميع الاحتمالات السلبية والإيجابية لهذا الاختراع الثوري والذي بلا شك سوف يشهد مستقبله القريب مزيدا من التطوير والنمو المضطرد غير المسبوق.

1 التعليقات