هل الديمقراطية الحديثة تسمم العقول؟

في عالمنا اليوم، حيث تُعدّ الديمقراطية الشكل الأكثر شيوعاً للحكم، هل ندرك حقاً ما إذا كانت هذه النظم السياسية التي نتبناها قد تتحول إلى أدوات للتلاعب بالعقول العامة؟

إن القضايا المطروحة حول الفيتو ودور الأموال في تشكيل الرأي العام وانتشار التفاوت الاجتماعي، كلها تشير إلى احتمال وجود خطوط غير واضحة بين الحرية والدكتاتورية.

بينما تسعى الديمقراطيات إلى تحقيق العدالة والمساواة، إلا أنها غالباً ما تصبح ساحة لمعارك المصالح الخاصة والأفراد الغنيين الذين يستغلون قوتهم الاقتصادية لتوجيه القرارات نحو خدمتهم الشخصية.

بالإضافة لذلك، فإن فهم "الوقت" كبناء اجتماعي وليس ظاهرة طبيعية يثير شكوكاً جدية بشأن كيفية تنظيم حياتنا.

فالمديونية والفوائد البنكية، اللتان تعتبران أساس النظام الاقتصادي الحالي، تقومان على مبدأ الاستغلال الذي يؤدي إلى زيادة الفقراء ويوسع الفجوة بين الغنى والفقر.

هذه الأسئلة ليست فقط عن شكل الحكومات بل هي أيضاً أسئلة عن قيم المجتمع وهويته.

عندما يتم تحويل الحقوق الأساسية إلى سلعة قابلة للبيع والشراء، حينها يصبح لدينا ديمقراطية فاسدة تعمل ضد مصلحتنا الجماعية.

لذا، نحن بحاجة لإعادة النظر في ماهية الديمقراطية وما إذا كانت بالفعل تمثل صوت الشعب أم مجرد لعبة نخبة تستهدف خدمة أغراضها الذاتية.

1 تبصرے