الثقافة هي المستقبل، ولا شك أنها أحد مفاتيح فهم حاضر أي شعب ومعرفة طريقه للمستقبل.

إنها اللحظة التي يتصالح فيها المرء مع ذاته ويتقبل هويته ويتعرف إليها ويتعمق بخباياه ليخرج منها بقوة وعزم أكبر لاستكمال المسير ورسم طريق مستقبله بكل اقتناع وثقة بالنفس وبالقدرات الكامنة فيه والتي لم يكن بالإمكان اكتشافها لولا تلك النظرة العميقـة لتاريخ هذا الشعب وحاضره والجهود المبذولة لبناء غدٍ أفضل له.

إن الاحتفاء بالتنوع والحفاظ عليه هو السبيل لرقي الأمم وتقدم المجتمعات لأن الاختلاف نعمة وليس نقمة وهو ما يؤكد الترابط والتكامل فيما بين شعوب العالم المختلفة والذي بدوره يحقق الانسجام العالمي المنشود حيث يتداخل المعيش اليوم ويلتحم البعض بجوانبه الأخرى لينتج عنه توليفة لم تكن متوقعة عند النظر إليه بانفراد.

فكما تتعدد طرق الوصول لأعلى الجبل كذلك تعددت وسائل وطرق التقارب والاختلاط متجسدين بذلك قيم التعايش الحضارية منذ القدم وحتى وقتنا الحالي والذي شهد انفتاح غير مسبوق جعل العالم أقرب بكثير مما مضى.

والجزائر خير مثال حي لذلك لما تزخر به بلدنا العزيز من مقومات مختلفة جعلتها قبلة للسائحين والصحافيين وكذلك رجال الأعمال نظراً لما تمتلكه من تراث عريق يقدم نفسه بفخار أمام زائريها الذين يأتون للاستمتاع بمعروضاته السياحية الطيبة بالإضافة إلى اهتمام الدولة مؤخرًا بمشاريع تطوير السياحة الداخلية والخارجية سواء بفتح الحدود لفترة طويلة نسبياً أو باستقطاب عدد كبير من الصحفيين الأجانب للتعريف بالمقدرات الوطنية وهذا يشجع بالتأكيد على زيادة عدد المصطافين وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانتنا الدولية.

كما أنه عامل مؤثر جدا لحفظ ذاكرات الأجيال المتعاقبة وأن تبقى شاهدة دوماً على أصالة أبنائها الأصلاء مهما طالت بهم غربتهم بعيدا عن وطنهم الأم.

#والمكان #المنطقة

1 التعليقات