التكنولوجيا قد تصبح سلاح ذو حدين إذا لم نستعملها بحكمة؛ فهي توسّع مدارك الإنسان وتسهّل عليه الكثير لكنها تهدده بعزلته الداخلية إن أسرف فيها ولم يستثمر وقت فراغه بما ينفعه ويُنمّيه روحياً وفكرياً.

وهنا يأتي دور الذِّهن الواعي الذي يحافظ على اتزان الشخص عبر تنظيم وقته واستخدام أدوات مثل "الدُّعاء" كممارسات يومية تُعيد تركيز انتباهه وتربطه بركن روحي يهزم الوحدة ويخلق شعورا بتواصل أقوى مع الكون ومن فيه.

بالإضافة لذلك، لا بديل للقراءة الثاقبة لما تقدّمه من فهم عميق للمعاني والإلمام بجذور التاريخ وحياة المجتمعات المختلفة عبر الزمن مما يعطي نظرة شاملة لحاضر البشرية ومآلاتها مستقبلاً.

وقد أصبح هذا النوع من التأمل ضرورة ملحَّة أمام ثورة الاتصال العالمية وما ينتج عنها من معلومات مغلوطة وانطباعات زائفة تؤرق النفس وتعطل مسارات التنمية الصحيحة للفرد والمجموعات.

لذا فالجمع بين هذين العنصرين (الدعاء والقراءة) هو السبيل الأمثل لاسترجاع سلام القلب والعقل وسط زحمة العالم الافتراضي المتنوع والتيارات المضادة لهوية الكائن الآدمي الأصيلة.

1 Комментарии