ثقافة النجاح: رحلة نحو التميُّز لا تتوقف عند حدود الوِلادة

إن النقاش الدائر حول ما إذا كان الأفراد عباقرة بالفِطرة أم بالإمكان صَقل تلك الملكات وتحويلها إلى واقعٍ معاش أمرٌ حيويٌّ للغاية ويستوجِب التأمل العميق.

فقصة البطل الأوليمبي للشطرنج تُذكّرنا بأنه بغض النظر عما قد توحي به النظريات المحضة المتعلقة بنسب الذكاء والطفرات الوراثية، فإن للإنسان دائمًا الفرصة ليصبح نسخة مُحسَّنة من ذاتِه طالما اقتنعت بمقدراته وفطن لما فيه صلاح حاله وما يرتئيه مستقبلُه الزاهر.

وتتسارع الخطى لتلحق بالحداثة دوماً ما تستلزمه من تطوير للمناهج التعليمية وطرق تلقِّين المعلومات بما يناسب مختلف الطبائع والفئات العمرية وذلك لإطلاق سراح الكوامن المدفونة تحت التراب والتي تحتاج لمن يهدي إليها السبيل ويرشدها للطريق المستقيم.

كما جاء قول العالم الكبير أحمد زويل رحمه الله متصدراً للمشهد حين أشار لأهمية عدم الاكتفاء بمن يجتازون الامتحانات وينجحون فيها وحسب وإنما يجب البحث أيضاً خلف أولئك الذين أخفقوا لمعرفة سبب عقباتهم ومعالجتها حتى يتمكن الجميع مساعدة بعضهم البعض لبلوغ الغايات المتسامية.

وفي خضم الحديث المطروح فيما سبق ذكره، فقد برزت مؤخرًا أعمال درامية رياضية تغزو قلوب وعقول متابعيها وترسم لوحات نابضة بالحياة تسعى جاهدة لإبراز جوهر الإنسان وقيمه الأصيلة سواء داخل ميدان اللعب الأخضر وسط مدرجات تزدحم بالأصوات وهتافات التشجيع المتحمسة أم خارج أسواره بين صفحات الكتب وأسطع نجوم السماء حيث تختزن دواخلها الكثير والكثير مما يفتتن إليه المرء بحثاً عنه.

فلنرتقي سوياً بمعايير حياتنا نحو مدارجا أعلى ولنتخذ خطوات ثابتة راسخة تجاه غرس بذرة العلم والمعرفة المغذية للعقل الراجح والمعين الأساسي لكل عمل سامٍ نبيل.

عندها فقط سوف نرى ثماره اليانعة تزدهر فوق أغصانه الوارفة الظلال فتكون بذلك واحة خصبة مورقة تبعث النشوة والسعادة بداخليتنا جمعاء!

#والرياضة

1 التعليقات