العالم اليوم يقيس قيمة الفرد بما ينتجه ويقدمه مادياً، لكن هذا النهج ضيق وينسى جوهر وجودنا كبشر.

لماذا لا نفكر فيما نكون عليه حقاً، وماذا نقدم للعالم بخلاف المكاسب المالية والمادية؟

إن التنوع والاختلاف بين الناس هو مصدر غنى وقوة للمجتمعات الشمولية والإيجابية.

فلنتعلم تقدير المساهمات الفريدة لكل فرد، حتى وإن لم تكن ظاهرة فوريا.

فالإبداع الحقيقي ينبع غالباً من المواجهة الصعبة والمعاناة.

لذا، فلنعطي للأجيال المقبلة حق العيش في مجتمع يحترم الاختلاف ويعتبره الركيزة الأساسية للتقدم.

فلنمحو مفهوم 'الفائدة' الضيق ولنرسم مستقبلاً حيث يتم الاحتفاء بكل شخص وطاقات كامنة بداخله تنتظر الاكتشاف والاستخدام الأمثل لها.

وفي مجال آخر، هل صحيح أن أخلاقياتنا ثابتة أم أنها قابلة للتغيير حسب السياق الزمني والتكنولوجي؟

بالتأكيد، العالم الرقمي الجديد يستوجب تحديث منظومتنا الأخلاقية باستمرار كي تواكب التقدم العلمي والثقافي.

وقد جاء الوقت لأن نعترف بأن حروب السلاح والعنف ليست الحل الأمثل دائماً.

علينا تبني طرق أكثر سلامية وبناءة لحل النزاعات وأن ننظر نظرة أوسع لعواقب تصرفاتنا الدولية.

فلندرس مثلا تأثير الإنفاق الدفاعي الكبير على الموارد الطبيعية وكيف يمكن توظيفها بدلاً من ذلك نحو مشاريع تنموية تصبو لبناء مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء.

فلنقترح إنشاء صندوق دولي يعتمد مبدأ المسؤولية المشتركة تجاه حل مشاكل الكوكب مثل تغير الطقس وانتشار الجوع وغيرها الكثير مما يشكل تهديدات مشتركة لنا جميعاً.

وأخيرا وليس آخراً، إن عصر الابتكار الحالي مليء بالإمكانيات اللانهائية ولكنه أيضا يكشف مدى عدم المساواة الاجتماعية البينة والتي تتزايد حدتها بازدياد عدد الاختراعات الحديثة.

لقد آن الأوان لإعادة هيكلة جذريّة للنظم الموجودة حاليا حتى تصبح أدوات الابتكار خادمَةَ الإنسانِ كلها ودون أيِّ تمْييزٍ.

فلْنُحَاوِلْ بِشِدَّةٍ بنائيَّةٌ مُستَنيرةٍ لإحداث تغيّرات كبيرة وجوهريّة قبل فوات الأوان!

1 Bình luận