في ظل تدهور الأوضاع المادية والمعنوية لشرائح عديدة من مجتمعنا الحالي، ينبغي علينا استلهام الدروس من تاريخنا الغابر لاستخلاص منهج حياة أفضل.

لقد رسم عصر الجاهلية صورة مثلى لنظام اجتماعي واقتصادي فريد، رغم تحديات صحرائه وجفاف أرضه.

لقد أبدع العرب القدماء نهجا راقيا لإدارة أمور حياتهم، مبنى على التوزيع العادل للموارد وعلى قيمة الأخلاق الحميدة.

صحيح أنها كانت فترة مليئة بالتناقضات بين غنى البعض وفقر الآخرين، إلا أن روح الكرم والجود لم تنضب أبدا.

حتى وإن اختفى بعضا مما يسمى بالنظام الرسمي آنذاك، حجما ونضجا، إلّا انّ المفاهيم الأساسية لهذه الشخصية الاجتماعية ما تزال لها حضور حيوي في تراثنا الجمعي.

واليوم وفي عالم شديد التحول والصراع، لا بد لنا من إعادة الاعتبار للنظم المعتمدة على القواعد الموحدة والمهارات الاحترافية والتي ركز عليها ماكس ويبر بشدة.

فالعدالة المؤسسية وضوابط الوظائف الوضوح في الحكم تصبح أكثر أهمية عندما نواجه تسارع وتيرة الحياة وتعقيداتها المتزايدة.

إنه ليس مجرد نقل حرفي لأطر إدارة الماضي ولكن إيجاد توازن ديناميكي يحترم تراثنا الأصيل بينما ينخرط بإيجابية مع واقعنا المتطور باستمرار.

بهذه الطريقة فقط سنضمن عدم الضياع وسط هموم المضمار الحديث وستكون لدينا رؤية صحيحة لاتخاذ قرارات تستند إلى العلم والفطرة السامية التي جبلت عليها النفوس العربية منذ القدم.

#اقتصاد #الطبيعة #اليومية

11 Kommentarer