هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحافظ على الثقافة والإنسان معاً؟

لطالما كانت العلاقة بين الإنسان وآلاته متقلبة؛ فهي تسهّل الحياة لكنها تشغل الذهن بقلقٍ بشأن المستقبل البعيد.

وفي عصر الذكاء الاصطناعي سريع النمو اليوم، أصبح السؤال أكثر أهمية: كيف يمكن لهذا التقدم التقني أن يدعم ثقافتنا وهويتنا البشرية بدلا من تهديدهما؟

القصص كحارس للذاكرة الجماعية الأساطير القديمة لم تكن فقط مصدرا للسحر والسعادة للأطفال، وإنما حراس الذاكرة التاريخية للشعوب ومصدر الهوية والقيم المشتركة بينهم.

عندما نفقد اتصالاتنا بهذه القصص، فإن جزءاً جوهرياً مما يجعلنا بشر نخسر تدريجياً.

لذلك ربما يكون الحل ليس بمنع الأطفال من التعرض للتكنولوجيا بقدر إنشاء طرق لإدخال عناصر من تاريخ وثقافتهم الخاصة داخل برامج ذكية تتعامل مع المستخدم العربي تحديداً.

تخيل مثلا تطبيق قصص تراث عربي لكل منطقة باستخدام خوارزميات خاصة لفهم السياقات المحلية وفنون الرواية الشفوية المميزة لكل ثقافة!

سيضمن هذا النوع من التطبيقات عدم اختزال هويتنا الوطنية تحت غطاء واحد عالمي مهيمن بينما يستفيد شباب العصر الرقمي الحالي أيضا من فوائد التكنولوجيا المتعددة والاستمتاع بها بنفس القدر.

إن مستقبل الذكاء الاصطناعي الواعي ثقافيا والذي يقدر ويحافظ علي خصوصيتنا الجماعية أمر ممكن بالتأكيد ولكنه يتطلب مزيدا من البحث والتخطيط الدقيق ودعم الجهات المختصة لتوفره فعليا أمام الجميع بلا قيود مالية أو معرفية.

فهل ستصبح الآلات ذات يوم شركاء حفظ ذاكرة مدن وعائلات بأكملها أم أنها سوف تبقى مجرد أدوات باردة لا روح فيها كما هي الآن؟

!

#جهود #وفي #نظرتنا

1 टिप्पणियाँ