إنه لمن الضروري إعادة النظر في مفهوم "المسؤولية" في عصر ذكائنا الصناعي الجديد.

بينما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على كرامة البشر وسلامتهم (كما هو الحال في مقالتيك حول مسؤوليات الشركات والتحديات الأخلاقية)، إلا أنها لا تزال غير كافية لمعالجة القضايا الأساسية المتعلقة بالتوجهات المستقبلية للاقتصاد العالمي وأثر تقنياته المتغيرة باستمرار.

بالنظر للمستقبل، هل ستُترجم هذه القيم الجديدة للمسؤولية لتشكل أساس نظام اقتصادي بديل؟

وهل سيكون بمثابة حل جذري لمشاكل البطالة الجماعية بسبب التشغيل الآلي، وتقويض الديمقراطيات تحت ضغط المصالح التجارية الخاصة، وتزايد عدم المساواة بين الدول الغنية وفقيراتها؟

أم أنها ببساطة عبارة عن تصحيحات هامشية ضمن النظام الرأسمالي الحالي الذي يشجع المنافسة الشديدة واستغلال الموارد لتحقيق أعلى معدلات النمو بغض النظر عن الآثار طويلة المدى؟

في النهاية، تعتمد نجاح مثل هذه المقترحات على مدى استعداد الحكومات والقطاعات المختلفة لاتخاذ إجراءات جريئة خارج نطاق اهتماماتها الآنية.

لكن حتى لو حدث ذلك، فلا يوجد ضمان بأنه سينتج عنه عالم أفضل.

فقد نفشل مرة أخرى في تحقيق التوازن المثالي بين التقدم العلمي وحماية قيمنا المشتركة.

وبالتالي، يجب أن تبقى هذه المحادثات مفتوحة وأن نحافظ على نقاش مستمر وفحص ذاتي في جميع المجالات للتأكد من عدم تحويل التطورات الأخيرة لأزمة وجودية للبشرية جمعاء.

1 Kommentarer