هل يُعتبر التسويق الحديث عبر وسائل الإعلام الاجتماعية تحديًا أم فرصة للمؤسسات لإعادة تعريف هوياتها ورسائلها أمام جمهور عالمي متزايد التعقيد؟

إن التطور الرقمي يحمل معه تغييرات جذرية في طرق تبادل المعلومات واستقطاب العملاء المحتملين.

وفي ظل هذا التحول، يستوجب الأمر دراسة معمقة لأبعاد متعددة لفهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الممارسات التسويقية التقليدية وعلى الصورة الذهنية للمؤسسات لدى متابعيها ومعجبيها.

فمن ناحية أخرى، يرى البعض أن التركيز الشديد على التقنيات والاستراتيجيات الكمومية قد يؤدي إلى تجاهُل روح العلامة التجارية نفسها والتي تشكل أساس أي حملة تسويقية ناجحة.

فالجمهور حالياً يبحث عن القصص والشخصيات وليس فقط المنتجات والمعلومات.

وبالتالي، فقد أصبح دور مؤسسات العلاقات العامة أكبر من نشر البيانات الصحفية والإعلانات المبهرة.

إذ يتعين عليها الآن المشاركة الفعالة في النقاش العام والدفاع عن قيمها بشأن مختلف القضايا الملحة اجتماعياً وبيئياً.

وهذا يتطلب مستوى عالي من الذكاء العاطفي وبناء جسور ثقة متينة مع المجتمع المحلي والعالمي.

وفي المقابل، يشدد آخرون على أهمية المرونة وسرعة الاستجابة لمختلف المتغيرات الخارجية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية.

فهذه العناصر جميعها تؤثر مباشرة على قرارات الشراء لدى المستهلك النهائي.

لذلك، يجب أن تمتلك الشركات رؤية واضحة لما بعد المكسب التجاري وأن تعمل جاهدة لبلوغ غاية نبيلة وهو تقديم حلول مبتكرة لقضايا ملحة.

ومن خلال القيام بذلك، ستضمن لنفسها مكاناً راسخاً وسط تنافس شديد وسيظل اسمها خالداً في ذاكرة التاريخ.

في النهاية، تبقى المعادلة بسيطة: صدق الرسالة + شفافية الهدف = ولاء زبائن مدى الحياة.

1 التعليقات