**تأثير الولاءات المتعارضة: درس من مسرحية شكسبير وحقيقة الواقع المعاصر**

في رواية "روميو وجولييت"، تجسد المسرحية الدراما الإنسانية حين تُلزم الشخصيات بوفاء ولاءاتها لعهود وعشائر رغم تضاربها مع مشاعرها الشخصية تجاه الحب.

هذا النموذج لا يختلف كثيرًا عن التحدي الذي نواجهه في عصرنا الحالي فيما يسمى بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية.

كلانا يعيش تحت وطأة ولاءات متعددّة ومتعارضة؛ فالبعض منهم يرغب بشدة في خدمة وظائفهم ورقيهم المهني بعيدا عن أعمالهم -مثل روميو الذي اختار نفي نفسه عوض التنكيل به-.

ولكن بعد فترة، تبدأ هذه الولاءات العمياء في استنزافه بدنيا ونفسيا مثل سقوط جولييت ضحية الوعد الشرطي واختيار الانتحار.

إذا كانت العلاقات الآلية والقمع الاجتماعي قادرتان على دفع البشر لأنفسهم لهذه نهايات محزنة كما حدث في الماضي الأدبي، كيف لنا اليوم ألّا نتوقف لحظة التفكير لإعادة النظر في أولى أولويتنا؟

هل حقاً يجب تقديم عملنا دائماً فوق سعادتنا الذاتية وصحتنا النفسية والعائلية؟

إن فهم ديناميكيات الولاء المتناقضة يساعدنا كثيرا لفهم سبب شعور الكثيرين الآن بالإرهاق وعدم القدرة على التعامل بشكل فعال مع المسؤوليات المختلفة.

ربما حان الوقت لاستخلاص الدروس من التاريخ وخوض نقاش أكثر جدية بشأن تحديد أولويات حياتنا بما يتلاءم مع مصالح الجميع وليس فقط جزء منها.

فكما يقول المثل الشعبي العربي: "الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحّاء".

#لزواج

11 コメント