هل الديمقراطية ممكنة حقاً في ظل الرأسمالية؟

إن مفهوم الديمقراطية غالباً ما يتم تقديمه كحل لأزمات المجتمع الحديث، لكن الواقع يكشف لنا أنه مجرد ستار يخفي خلفه هيمنة النخب الاقتصادية والسياسية.

فالرأسماليون يستخدمون الديمقراطية كوسيلة لشرعنة سلطتهم واستمرار استغلالهم للجماهير العاملة.

إن وعود المساواة والحرية والديمقراطية تصبح بلا معنى عندما يتحكم أغلبية ثروة البلاد بيد أقلية قليلة، والتي بدورها تستغل موارد الدولة لصالح مصالحها الخاصة وليس لمصلحة العامة.

وهذا يعني ببساطة أن الديمقرطية الحقيقية مستحيلة إلا بتغير جذري في النظام الاقتصادي الحالي الذي يسمح باستمرار التركيز الكبير للسلطة والثروة لدى مجموعة صغيرة متحكمة.

لذلك فإن أي نقاش حول تحسين ديمقراطيتنا يجب أولاً وأن يكون شاملاً ومباشراً، ويجب علينا جميعا العمل نحو إنشاء عالم أكثر عدلاً حيث الجميع لديه صوت متساوي وفرصة للمشاركة الفعلية في صنع القرار السياسي والاقتصاد الاجتماعي.

فقط عندئذٍ سوف نرى تغييرات مؤثرة وحلول عملية لقضايا مجتمعنا المعاصرة.

فلندرك بأن الطريق أمامنا طويل وصعب ولكنه ضروري جداً لبناء مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً لكل البشر.

--- (لنكمل الجزء الثاني فيما بعد)

#ترون #نفسه