تحليل النظم الاجتماعية: نحو فهم متعمق للتوازن بين التوحيد والتفكير الحر

يستند المجتمعات البشرية على نمط دوري يمر من البداوة إلى الحضارة، ثم إلى الإمبراطوريات التي تنهار في النهاية.

هذا هو ما استخلص العالم الإسلامي الكبير عبد الرحمن بن خلدون من تجربته التاريخية.

لكن هل يكفي التوحيد العلمي، المتمثل في المعايير والأساليب الموحدة، لخدمة فهم هذه النظم؟

أو سيفقدنا معه تفاصيل مهمة عن كل حالة محددة؟

يبدو أن النقاش حول دور "الميثاق العلمي" في تحليل الأنسجة قد أطلق إشارةً حادة على هذه الإشكالية.

فبينما يرى البعض أن مثل هذا الميثاق يمكن أن يساهم في تعزيز الاتساق، يشدد آخرون على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار للتعقيدات الفريدة للمادة البيولوجية.

وهنا نضع سؤالًا: ما هو الحد الأدنى من التوحيد العلمي الذي ينبغي أن يتحمل؟

بالتأكيد، يمكن أن تعمل المعايير والمواصفات الموحدة على إزالة بعض العشوائية من عالم التحليل الحيوي.

ولكن ماذا عن حالات الاستثناء التي قد تتطلب درجات أعلى من المرونة؟

هل يمكن أن نأخذ هذه الحالات بعين الاعتبار دون فقدان مفعولية المعايير العامة؟

وتدخل هنا نظرية بن خلدون عن الدورات التاريخية، حيث يرى المجتمعات تمر بمراحل بدوية وحضرية وإمبراطورية في دورٍ متتالي.

هل يمكن أن نستفيد من هذه النظرية في فهم تحليل الأنسجة والتعامل مع التعقيدات الفريدة للمادة البيولوجية؟

إن تحليل النظم الاجتماعية ودراسة الدورات التاريخية للجسم الحي لا يستقلان عما سبقهما، بل يتشككلون فيما بينهما.

وعندنا أن نُعتبر هذه الإشكالية في كل خطوة نحو التوحيد العلمي، وأن نطرح هذا السؤال: ما هي الحدود التي يجب أن نخترها في تحديد المعايير والمواصفات؟

13 تبصرے