في سياق متابعة نقاشينا السابقَين، يبدو أن هناك حاجة ملحة لاستراتيجية شاملة تجمع بين تراثنا وقيمه الأصيلة وبين تحديات القرن الواحد والعشرين المتزايدة التعقيد.

وقد أثبتت التجارب البشرية عبر الزمن أنه حتى وإن كانت بعض القيم والممارسات تتغير بحسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية الجديدة، فإن جوهر تلك القيم ثابت ويمكن توظيفه بشكل مبتكر.

"إن فهم كيفية تطبيق القيم القديمة في عالم اليوم يكشف لنا طريقاً للتنمية المستدامة ليس فقط اقتصادياً ولكن أيضاً بيئياً وعلمياً.

"

غالباً ما يتم تصوير النمو الاقتصادي كمفهوم تنافسي يستبعد دوراً حيوياً للمحيط الحيوي.

إلا إنه بالإمكان تصحيح هذا المنظور؛ حيث يمكن للقيم القديمة كالعدالة والاستدامة - والتي كانت جزءاً أساسياً من نماذج مجتمعات مثل فترة "العصر الجاهلي"- تشكل قاعدة قوية لإطار أكثر شمولية يُسمى بالنمو الأخضر.

هذا النوع الجديد من النمو يعترف بقيمة الأرض ككيان حي ونابض بالحياة ويشجع التحولات نحو الصناعة الصديقة للبيئة والطاقة البديلة وغيرها من أشكال الاستثمار الذكي الذي يحترم الكوكب بينما يسعى للحصول على مكاسب مادية.

إنها دعوة للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وليس مقاومتها، ولكنه بدلاً من ذلك استخدامها لصالح الإنسان وللحماية الطويل الأجل للأوطان وأنظمتها البيولوجية.

هذه الرؤية تحتاج دعم السياسيين وصناع القرار الذين عليهم إدراك بأن النهضة الحقيقية تعتمد الآن على القدرة على التفاهم والإبداع المتزامنين باستخدام الآثار الدينية والقانون

#يرد #القادمة

12 التعليقات