الثورة الرقمية.

.

.

هل هي نعمة أم نقمة؟

إن التحول الرقمي الذي شهدته المجتمعات الحديثة فتح أبواباً واسعة لتطورات غير مسبوقة، ولكنه أيضاً طرح تحديات لم يكن أحد يتوقعها.

بينما كانت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة منصة للتعبير الحر وبناء المجتمعات الافتراضية، إلا أنها حملت في طياتها مخاطر داهمة للصحة العقلية والجسمانية للفرد.

إن الإبحار عبر "البحر الأزرق" لمواقع التواصل يحتاج إلى بوصلة واضحة تميز بين الحقائق والمعلومات الزائفة، وبين الواقعية والخيال.

بالإضافة لذلك، أدى اعتماد التعليم على التقنية الرقمية إلى تحويل العملية التربوية من كونها تجربة غنية ومتعددة الأوجه إلى علاقة سطحية أحادية البعد.

فقد أصبح الطالب مستهلك للمعرفة أكثر منه منتجاً لها؛ فهو يتعرض لمعلومة جاهزة دون المشاركة النشطة والتفاعل الحيوي الذي ينتج عنه فهم عميق واستيعاب أفضل.

وبالتالي، تتلاشى القيم الأصيلة والثقافة المحلية لصالح نموذج موحد مبسط.

إذاً، كيف يمكننا مواجهة هذا الخطر الداهم؟

وهل هناك حل وسط يسمح لنا بجني فوائد العصر الرقمي بدون الوقوع في براثنه؟

إن الأمر يتطلب منا جميعاً - الوالدين والمربيين وصناع القرار - العمل سوياً لإعداد جيل واعٍ ومدرك لأبعاد هذه القضية المعقدة.

فلا بد من وضع ضوابط لاستعمال وسائل الإعلام الجديدة وضمان عدم سيطرتها على حياة المستخدمين.

كما أنه من الضروري تشجيع الطالبات/الطلاب على الانخراط بنشاط في عملية التعلم خارج نطاق الشاشة الالكترونية لتحقيق النمو المتكامل للشخصية والمهارات اللازمة لبلوغ النجاح.

ختاماً، ما زالت رحلتنا مستمرة ضمن هذا المشهد الرقمي المزدهر والذي كثيرا ما يخفي مخامراً خفية تحت طبقة لامعة جذابة.

فلنرتقِ بالمستوى ونكون سادة زماننا لا عبيد تقنية العصر!

1 注释