هل الأفلام أقوى من التعليم في تغيير المفاهيم؟

في عالم اليوم الذي يُعاد فيه تعريف المفاهيم وتعاد كتابتها باستمرار، تتبادر الأسئلة حول الأدوات الأكثر فعالية في التأثير على الجماهير وصياغة تصوراتهم للعالم ولأنفسهم.

بينما يدعي البعض أن التعليم هو الدعامة الأساسية لتكوين عقل ناقد وقابل للتطور، يقدم آخرون حججا دامغة لصالح تأثير الإعلام المرئي، خاصة سينما هوليوود.

لقد تجاوزت هوليوود دورها كسرد قصصي ليصبح أداة مؤثرة ذات بعد اجتماعي وسياسي عميق.

فهي بالفعل تغير نظرتنا للتاريخ وتضيف له عناصر درامية قد تخلق فهما مغلوطا لدى الجمهور.

لكن، إذا كان للمشاهد سلطة اختيار ما يشاهده وما يؤمن به، فلِمَ لا يستغل تلك السلطة لفهمه الأصيل لما يحمل الماضي بين طياته؟

ربما الوقت قد آن كي نتخلى قليلا عن روايات الآخر ونبدأ بكتابة روايتنا الخاصة.

ومن منظور مختلف، إذا افترضنا جدلية العلاقة بين التعليم والإعلام البصري (مثل الأفلام) فأيهما أكثر تأثيرا فيما يتعلق بتغيير الصورة الذهنية للمجتمع؟

قد يعتقد الكثيرون بأن التعليم هو المصدر الرئيسي للمعرفة وبالتالي فهو أساس بناء الشخصية والثقافة العامة للفرد داخل المجتمع.

ولكنه أيضا نظام ثابت يقوم بدور الحافظ والمعلم للتراث الحضاري وليس فقط المتغذي منه ومن مصادر أخرى مختلفة.

وهنا تأتي أهمية السينما كونها مرآة تعكس هموم الناس وطموحاتهم وانتقاداتهم بشكل مباشر وحيوي للغاية مقارنة بنمط الكتاب المدرسي القديم والذي يعتبر جامدا نوعا ما بالنسبة للطالب الحديث ذي الانتباه المشتت بسبب سرعة الأحداث الجارية حول العالم.

وبالتالي، فإنه لمن الضروري مراقبة آثار هذين العاملين معا - التعليم والسينما - ومعرفة كيف يمكن لكل منها المساعدة الأخرى لتحقيق هدف مشترك وهو خلق جيل واع مدرك لقيمة العلم والحياة بعيدا كل البعد عن الغوغائية والاستهلاكية العمياء.

وفي النهاية يبقى السؤال مفتوحا.

.

.

هل ستظل السينما مصدر ملهم للتغييرات الاجتماعية الكبيرة حتى لو كانت أقل تنظيمية من العملية التعليمية الرسمية؟

وهل سيحدث يوم نستبدل فيه الكتب بالأشرطة الفيلمية كوسيلة تعليم وترفيه رئيسية؟

!

إن المستقبل وحده يكشف لنا جوابه.

.

#تسيطر #أكبر #المستدام