هل الذكاء الاصطناعي والتعليم الافتراضي سيقللان دور المعلم والطبيب مستقبلا ؟

إن النقاش الدائر حول قدرة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وحلول التعلم عن بعد (مثل الفصول الدراسية الإلكترونية) على تغيير وظائف المهنيين مثل الأطباء والمعلمين أمر ذو أهمية كبيرة اليوم.

بينما قد يبدو الأمر وكأن هذه الأدوات الجديدة تهدد باستبدال الخبرات الإنسانية القديمة وتجريد المجتمعات من التفاعلات الشخصية التي تشكل جوهر تلك الوظائف منذ قرون طويلة؛ يتجاهل هذا الاستنتاج النهائي حقيقة مهمة للغاية – وهو أنه حتى لو حققت التقنية تقدماً ملحوظاً، فلن تستطيع أبداً محاكاة القيمة الفريدة للعوامل الانسانية والتي غالباً ما يتم اعتبارها أمراً مفروغ منها داخل أي نظام صحي فعال ونظام تربوي ناجح.

لذلك بدلاً من طرح سؤال "إلى متى ستظل الحاجة لمثل هؤلاء المتخصصين"، ربما ينبغي ان نسأل كيف سيكون شكل المستقبل عندما تعمل كلتا المجموعتان بجانبي بعضهما البعض لتحقيق نتائج أفضل للمرضى ولطلابنا أيضاً.

في القطاع الصحي مثلاً، ساعدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالفعل في جعل عمليات التصوير بالأشعة أكثر سرعة ودقة وحسن إدارة سجلات المرضى ومعلومات العلاجات الخاصة بهم وغيرها الكثير.

.

.

لكن رغم ذلك كله هناك جوانب أخرى لا تقل أهميتها ولا يمكن تحقيقها عبر الآلة مهما بلغت درجة تطورها - وهذا يشمل القدرة على تقديم الراحة النفسية والدعم الوجداني للشخص المصاب والذي يحتاجها كثيرا خاصة خلال اللحظات الحرجة أثناء مرضه الشديد بالإضافة طبعا للاستيعاب العميق للحالات الطبية المعقدة واتخاذ القرارات الصعبة المتعلقة بها بناءاً علي دراسة تاريخ الحالة بشكل معمق وفحص مختلف الاحتمالات وما ينتج عنها من آثار جانبية قصيرة وطويلة المدى .

كما يسمح التواصل وجها لوجه للطبيب ببناء الثقة مع مرضاه ويفتح المجال أمام أسئلتهم وهمومهم بشأن صحتهم بشكل مباشر وشفافي مما يؤدي لإيجاد حلول فعالة ومبتكرة لهذه المخاوف المشروعة لديهم.

وبالتالي، فالذكاء الاصطناعي قادر بالتأكيد علي تخفيف عبء العمل الكبير الواقع حالياً فوق أكتاف العاملين بالمشافي ولكنه بلا شك لن يستطيع أبداً القيام بدور المختص الإنساني المؤثر نفسيا والذي يعتبر جزء أساسي من عملية العلاج الناجحة.

أما فيما يتعلق بنظام التعليم فقد شهدنا انتشار واسع النطاق لمنصات الدروس عبر شبكة الانترنت والتي أصبحت بديلا عمليا عند غياب البدائل الأخرى بسبب الظروف القاهرة كتلك فترة كورونا الأخيرة حيث اضطر الجميع للتكيف بسرعة رهيبة لهذا الوضع الجديد وبدأ الكثير منهم باستخدام أدوات رقميه مختلفة لأجل الدراسة والاستاذة كذلك.

إن فوائد هذا التطور واضحه جلية ومنها توفير الوقت وتقليل تكلفة التنقل والحفاظ على البيئة إلخ.

.

.

ولكن تبقى نقطة واحدة رئيسية وهي كون طريقة التعليم التقليدية قائمة اساسا علاماتصالٍ مباشِرةٍ بين الطلاب