هل العدالة الاجتماعية حقيقة قابلة للتحقق فقط عبر بوابة العلم والمعرفة أم أنها تتطلب مزيداً من التدخل السياسي والاقتصادي؟

إن منح الجميع فرصة الوصول إلى تعليم عالي الجودة أمر ضروري بلا شك لخلق مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً، ولكنه قد لا يكفي بمفرده لمعالجة عدم المساواة الجذرية الموجودة حالياً.

فعلى سبيل المثال، ما الفائدة التي يجنيها الشخص الذي يتخرج بمرتبة الشرف إذا كانت الوظائف المتاحة له قليلة جداً ويكسب منها بالكاد قوت يومه بسبب هيمنة الشركات الكبيرة والاحتكارات الاقتصادية؟

وبالمثل، فإن التركيز فقط على التقدم العلمي والتكنولوجي دون النظر بعين الاعتبار لعواقبه البيئية والاجتماعية قد يؤدي بنا إلى طريق مسدود.

فالعلوم والطبيعة مرتبطان ارتباط وثيق ولا ينبغي فصلهما عن بعضهما البعض عند الحديث عن مستقبل البشرية والاستدامة طويلة المدى لكوكب الأرض.

لذلك ربما بدلاً من طرح سؤال حول مدى استعداد المجتمع تحمل تبعات قضائه على الطبيعة مقابل فوائد العلوم، علينا بدلا من ذلك البحث عن طرق مبتكرة لإدراج علوم البيئة كمادة إلزامية وضرورية لكل طالب بغض النظر عن تخصصه الأكاديمي.

بهذه الطريقة سيتم غرس حس المسؤولية تجاه كوكبنا العزيز مبكراً لدى النشء الجديد مما سينتج عنه مواطنين واعين قادرين حقا على فهم أهمية تحقيق توازنات متعددة وتشغيل مهارات مختلفة لبلوغ رفاه مشتركة للإنسانية جمعاء.

#الحديثة

1 تبصرے