في ظل تسارع التحولات الرقمية، تُروَّج قائمة من التخصصات التقنية (البرمجة، الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات…) باعتبارها المهن الأكثر طلبًا، وكأنها الطريق الحتمي للنهضة.

لكن السؤال الجوهري الذي يُقصى عمدًا من هذا الخطاب: لمن نبرمج؟

وعلى أي بنية تحتية؟

ومن يملك العتاد الذي تُبنى عليه هذه التقنيات؟

العمل في تخصصات البرمجة والذكاء الاصطناعي مفيد بلا شك، لكنه في شكله الحالي، غالبًا ما يكون امتدادًا للهيمنة التقنية الغربية، لا خروجًا منها.

نُنتج “خدمات رقمية” فوق أدوات ليست لنا، ونُسهِم في تقوية منظومات لا نملك مفاتيحها.

فهل هذا يُعتبر تقدّمًا حقيقيًا؟

أم مجرد تحسين لشروط التبعية؟

إن لم تُوجَّه هذه التخصصات نحو صناعة العتاد، وإن لم تُربط بمسار وطني لبناء تمكّن تقني سيادي، فستظل مجرد “عمالة رقمية” بأجور أفضل، لا أكثر.

التخصصات الاستراتيجية الحقيقية هي تلك التي تُنتج أدوات الإنتاج نفسها.

من لا يملك أدواته، لا يملك قراره.

#عدم

1 Kommentarer