"الحوار الجيني.

.

هل سيكون لغة المستقبل؟

" في عالم يعيش فيه البشر مرحلة انتقالية غير مسبوقة بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع، يبدو أن مفهوم "اللغة" ذاته يتغير ويتطور ليصبح أكثر عمقا وتعقيدا مما تخيلناه سابقا.

إن عالم الاتصالات الرقمية الذي نشهد ولادة تفاصيله يوما بعد آخر قد يقودنا حتما إلى اكتشاف شكل جديد للحوار والإبداع الإنساني وهو ما يمكن تسميته بـ "الحوار الجيني".

فمع تطور علم الجينات الهائل ووصوله إلى القدرة على تعديل الحمض النووي DNA وتوجيهه لتحقيق أغراض مختلفة، بما فيها التواصل غير اللفظي والمباشر بين الخلايا الحية، فإن احتمالية ظهور طريقة جديدة للتفاعل الاجتماعي تبدو أمرا واقعا لا محالة.

قد يكون لهذا النوع الجديد من اللغة آثار بعيدة المدى على فهمنا الحالي للمخلوقات الذكية وعلى الطريقة التي سنتعامل بها مع بعضنا البعض ومع الطبيعة المحيطة بنا.

كما سيفتح بابا واسعا أمام أسئلة أخلاقية وفلسفية متعددة تتعلق بمكانة الإنسان وقيمة الحياة نفسها.

إن مخترعات الماضي كانت دائما أكبر بكثير من توقعات مبدعيها الأصليين، وكذلك الأمر بالنسبة لما ينتظرنا في مجال العلوم الحيوية الحديثة.

لذلك فعلينا جميعا الاستعداد لعالم حيث يصبح بإمكان النباتات التواصل فيما بينها باستخدام موجات ضوئية خاصة، وحيث يتم برمجة الحيوانات لتكوين مجموعات اجتماعية متقدمة بناء على تعليمات وراثية معدَّلة.

وفي المقابل، سنجد أنفسنا مضطرين لإعادة النظر جذريا في مفاهيم مثل الخصوصية والهوية الشخصية عندما تكشف البيانات الجينية لكل فرد عن جوانب مخفية من شخصياته وبيولوجياته الفريدة.

هذه ليست مجرد سيناريوهات خيالية لحلقة تلفزيونية، إنها الاحتمالات القائمة بالفعل والتي تستحق منا دراسة معمقة ونقاشا مفتوحا قبل أن يتحول مشهد الاتصال العالمي رأسا على عقب بشكل كامل وغير قابل للعكس.

فلنرتقِ بمستوى حديثنا فوق حدود المفرد والجملة والمعنى الضمني وصولا لعالم حيث تتحول العقول والأجساد إلى رسالة واحدة تحمل معنى الكون برمته.

.

.

عالم الحوار الجيني.

#الأجيال #نقوم #الكثير