"التطور التكنولوجي والتحولات الاقتصادية العالمية.

.

هل ستصبح التقنيات الجديدة حلفاء أم خصوما للاستدامة البيئية والاقتصاد الأخضر؟

"

إن العالم يشهد تحولات جذرية مدفوعة بالتطور التكنولوجي المذهل، لكن ما مدى تأثير هذا التحول على مستقبلنا البيئي واقتصادنا العالمي؟

بينما تتسابق الدول نحو تبني الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأنظمة التعلم الآلي وغيرها من الاختراعات الثورية، لا يسعنا إلا التساؤل حول انعكاساتها طويلة المدى على الكوكب وعلى طرق عيش الإنسان.

فهذا السباق نحو "الثورة الصناعية الرابعة"، قد يؤدي إلى مزيدٍ من الضغط على موارد الأرض وزيادة انبعاث غازات الاحتباس الحراري والتلوث البيئي؛ الأمر الذي سيوسع الهوة أكثر فأكثر أمام جهود تحقيق النمو المستدام والإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية.

ولكن في نفس الآن، تحمل تلك التقنيات وعدا بتوفير مصادر طاقة نظيفة ومتجددة ووسائل نقل صديقة للبيئة ومواد خام أقل تأثيرا ضارا.

وهنا تنبع الحاجة الملحة لعقلانية أكبر وتخطيط مدروس عند التعامل مع موجة الابتكار المقبلة للتأكد من عدم انتصار الربح الاقتصادي والانجاز التكنولوجي على حساب بقائنا واستقرار نظام الحياة على وجه البسيطة.

بالتالي فإن السؤال المطروح اليوم لم يعد فقط بشأن القدرة على مواجهة آثار تغير المناخ وإنقاذ عالم مهدد بالانحلال، ولكنه أيضا كيفية توظيف ثمار العلم الحديث لبناء حضارة مستقبلية متوازنة تحافظ على جمال الطبيعة وثرواتها ولا تهدر مخالب الزمن والأجيال القادمة.

فإلى أي حد سنتمكن من التحكم بمصيرنا الجماعي قبل أن تغدو آليات صنع القرار بيد الأنظمة الآلية ذاتها!

1 التعليقات