الذكاء الاصطناعي و الإنسان - شراكةٌ أم منافسة ؟

!

مع استمرار التحولات الجذرية التي شهدتها السنوات الأخيرة بسبب التطور المطرد لأنظمة الذكاء الاصطناعي ، بات السؤال محور النقاش العالمي : هل ستصبح العلاقة بين البشر و الآلات علاقة سيطرة أم تكامل ؟

لا شك أنه توجد مخاوف مشروعة بشأن احتمال فقدان الوظائف بسبب الأتمتة ، إلا أنها مجرد جزء واحد من الصورة الشاملة .

فعلى النقيض تمامًا ، يوفر لنا الذكاء الاصطناعي أدواتٍ ثمينة لدعم القرارات واتخاذ إجراءات مدروسة لمعالجة القضايا الملحة التي تواجه عالمنا اليوم مثل تغير المناخ والحاجة الملحة للاستدامة البيئية .

وبالفعل بدأ بالفعل ظهور نماذج أولى لهذا التكامل الإيجابي حيث تستغل العديد من الشركات قوة الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الخاصة بالمستهلكين بطريقة آمنة وشخصية للغاية وذلك بهدف الحد من الهدر وتشجيع خيارات الاستهلاك الأكثر صداقه لبيئتنا الطبيعية .

كما تلعب تطبيقات الهاتف المحمول المدعومة بتقنيات الذكاء الصناعي دورًا حيويّا في رفع مستوى الوعي حول التأثير البيئي للسلوك اليومي الفردي بدءًا من حساب انبعاثات الكربون وحتى اقتراح حلولا عملية لإدارة النفايات المنزلية بكفاءة أكبر .

بالنظر لمستقبل أقرب، يجدر بنا تخيل مدارس المستقبل حيث يعمل كل من الطالب والمعلم جنبًا الى جنب مع مساعديهم الرقميين الذين يقدمون ملاحظات مخصصة لكل طالب وفق سرعته وقدراته الخاصة وبالتالي خلق بيئات تعليمية اكثر تخصيصا وكفاءة وإنصافا.

وفي قطاعات الصحة العامة، يعمل حاليًا خبراء الطب والرعاية الصحية جنبا إلى جنب مع روبوتات فعالة للغاية والتي تقوم بتحليل الصور الطبية واقتراح خطط علاج مبسطة ومنخفضة التكاليف بحيث تسهل طريق حصول الجميع على أفضل خدمة طبية ممكنة بغض النظر عن موقعهم الجغرافي او خلفيتهم الاجتماعية والاقتصادية.

إذا ما كانت بداية القرن الواحد والعشرين قد حمل صراعًا واضحًا بين احتياجات العمل وبين حقوق العمالة البشرية ضد نظيراتها الآلية ؛ فأن بدايات عام ٢٠٢٣ تحمل بشائر جديدة بمشاركة حقيقة تجمع خبرات الانسان وخبرات الالة لتقديم حلول سلسة وسلسلة لقائمة طويلة جدا من المشكلات العالمية القديمة .

أما إذا اخترنا تجاهل الفرص الجديدة تحت حجج عدم اليقين والخطر المحتمل فسيكون القرار كارثيا بلا جدال خاصة وأن التاريخ يعلم بان التقدم الذي يأتي دائما مصحوبا بموجة خوف وغضب من فئة معينة لن يستطيع اي منهما ايقاف

#موسوعة #بازدراء #للمدرسة #بصمتهم

1 Kommentarer