هل الذكاء الاصطناعي يهدد جوهر إنسانيتنا؟

لا شك أن التقدم التكنولوجي - وخاصة ظهور الذكاء الاصطناعي - يشكلان نقطة تحول في تاريخ البشرية.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة اليوم هو مدى تأثير ذلك على هويتنا كبشر وأسلوب حياتنا.

بينما يرانا البعض كما لو كنا أمام خيار ثنائي (إما القبول المطلق وإما رفض تام)، فإن الواقع أكثر تعقيدًا بكثير مما تسمح به تلك الثنائية البسيطة.

الحقيقة أنه يتعذر فصل الإنسان عن اختراعته ووسائطه المعرفية إن أرادت الحضارة التقدم والرقي.

ومع ذلك، تبقى المسألة الأساسية هي كيف سنقوم بتوجيه واستخدام هذه الأدوات الجديدة خدمة لمصلحتنا العليا وحماية لما يحدد كياننا وهدف وجودنا فوق الأرض.

وهذا يتطلب وعيًا عميقًا وفهما دقيقًا لقدراتها ولعوالمنا الداخلية كذلك.

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي بالفعل جزءًا أساسياً من عالمنا الحديث، وعليه فعوضاً عن اعتبار الأمر تهديداً مباشراً ضد ماهيتنا الخاصة، ربَّما ينبغي لنا النظر إليه باعتباره أداة محايدة تنتظر منا اتخاذ القرارت الصحيحة لاستخدامه بشكل فعال وبناء.

فكما كانت أي ابتكارات أخرى عبر التاريخ تحمل جوانب ايجابية وسلبية حسب طريقة التعامل والاستهلاك، كذلك أمر الذكاء الصناعي أيضا والذي سيترك بصمة واضحة حتى مطلع القرن المقبل.

لذلك دعونا نجري نقاش مفتوح وصريح بشأن مستقبل علاقتنا معه وكيف سوف يؤثر على تراث وثقافة المجتمعات المختلفة وأنظمة قيمه الأخلاقية والإجتماعية وغيرها الكثير.

عندها فقط سنجد الطريق نحو تحقيق أفضل النتائج الممكنة والتي تحقق العدالة والسعادة الجماعية للبشر جميعاً.

1 Bình luận