نحن أمام مفترق طرق تاريخي، حيث تتشابك خيوط الماضي والحاضر والمستقبل بشكل معقد.

بينما نعشق تقدم التكنولوجيا، فلابد وأن نتذكر دروس التاريخ.

فكيف يمكننا ضمان عدم تحويل أدواتنا الرقمية إلى سيدينا الجديد؟

إن الشفافية المطلقة ليست سوى وهم، فهي يمكن أن تخفي أكثر مما تكشف.

فبدلاً من البحث عن راحة زائفة عبر رقمنة كل جوانب حياتنا، ربما آن الأوان لاستعادة بعض خصوصيتنا وسلطتنا على بياناتنا الشخصية.

إن مفهوم "الحرية" أصبح مشوشاً بالنسبة للكثيرين بسبب التحيزات المتأصلة في برمجيات الذكاء الاصطناعي وفي وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد خلق الإنترنت بيئات موازية تسمح باستدامة الخطابات الكراهية ونشر المعلومات المغلوطة بسهولة كبيرة.

لذلك، فعند الحديث عن المسؤولية الأخلاقية للتطور التكنولوجي، فالحديث أيضاً عن ضرورة مساءلة الشركات العملاقة ومطالبتها بتحمل تبعات قراراتها المتعلقة بخوارزمياتها وقواعد بياناتها الضخمة والتي تؤثر تأثيرا مباشراً وغير مباشر علي حياة ملايين الأشخاص حول العالم.

وفي النهاية، تبقى أهمية سرد القصص الصادقة الأكثر أهمية الآن أكثر من ذي قبل.

فحتى قصص انتصار الاستعمار وأعمال النهوض بالحضارات لم تكن ذات يوم إلا مجرد روايات معدّة بعناية فائقة لخدمة أغراض معينة ولشرعنة الممارسات الوحشية والاستعبادية المقيتة.

وهذا أمر يتطلب منا جميعاً إعادة النظر فيما اعتدنا عليه واتخاذ موقف نقدي تجاه ما يعتبره البعض حقائق ثابتة منذ سنوات طويلة.

1 التعليقات