"التكنولوجيا والتعليم: هل نحتاج إلى ثورة تعليمية جديدة تواجه تحديات القرن الواحد والعشرين؟

"

لقد شهد العالم تحولات جذرية بسبب التقدم التكنولوجي المتسارع، والذي غير العديد من جوانب حياتنا اليومية بما فيها مجال التعليم.

لقد فتح ظهور الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية آفاقاً واسعة أمام المتعلمين والمعلمين حول العالم، حيث سهّل الحصول على المعلومات وجعل التعلم متاحاً لأعداد كبيرة لا يمكن تصورها قبل عقود قليلة مضت.

ومع ذلك فإن هذا النجاح الكبير يأتي مصحوباً بتحديات كبيرة أيضاً.

فعلى الرغم مما توفره الثورة الرقمية من إمكانيات هائلة إلا أنه هناك مخاوف مشروعة بشأن تأثيراتها طويلة المدى خاصة فيما يتعلق بمجالات مثل خصوصية البيانات واختراق الأمن السيبراني بالإضافة لما سبق ذكره سابقاً حول ضعف الروابط المجتمعية والتغيرات التي تحدث بها نتيجة لذلك.

كما برز مفهوم "التسوية" كمفهوم مهم عند مناقشة كيفية التعامل مع تلك التحولات الكبرى واستخدامها لمصلحة البشرية جمعاء.

وفي حين يعتبر البعض بأن المساواة شرط أساسي لحياة أفضل للجميع وأن الحلول الوسطى لن تحقق العدالة الاجتماعية المنشودة، يرى آخرون ضرورة وجود حلول وسط تناسب الجميع بحيث يتمكن الجميع من الاستفادة منها وبشكل خاص الأشخاص الأكثر عرضة للتخلف عن الركب بسبب الظروف المختلفة المحيطة بهم والتي غالبا ماليس لهم يد فيها.

ومن الواضح جدا بأن نظام تعليم واحد يناسب الجميع مهما اختلفت احتياجات ومتطلبات طلابه سوف يؤدي بالنهاية لفشل معظم هؤلاء الطلاب وعدم قدرتهم علي المنافسة العالمية وبالتالي فشل الدول نفسها عالمييا مقارنة بالدول الأخرى التي لديها نظم تعليم أكثر مرونة وقدرة علي مواكبة مختلف الاحتياجات والمتطلبات.

وهنا تظهر أهمية إعادة تقييم النظم التربوية القائمة وإدخال تعديلات جذرية عليها لتتماشى مع الواقع الجديد والاحتياجات المستقبلية للأجيال الصاعدة.

إن مستقبل أي دولة يعتمد اعتماد كبيرعلى مدى اهتمام حكوماته بنظام التعليم الخاص به وكفاءته وجودته ومدى ملائمته لسوق العمل الحالي والمستقبلي كذلك.

فلا ينبغي اعتبار قضية تطوير المنظومة التعليمية مجرد مسألة اختيار بين الخيارات المطروحة بل هي عملية بحث دائمة عن أفضل الطرق الممكنة لاستثمار موارد الدولة البشرية والمادية لتحقيق أعلى معدلات نجاح ممكنة لدي مواطنيها حالياً وفي العقود الآتية بإذنه تعالى.

#الزائد #الخدمات #تطور #مختلفة #بشكل