هل الحرية الحقيقية موجودة ضمن قيود نظامنا الحالي؟

يبدو أن الكثيرين يعتقدون أنهم يحققون نجاحاً خاص بهم داخل حدود المجتمع الحديث.

ومع ذلك، قد يدعو البعض الآخر إلى النظر فيما وراء سطح الأشياء والتساؤلات عن وجود سلطة مخفية تتحكم بالأمور خلف الكواليس.

إن مفهوم الحكم الذاتي مقابل التحكم الخفي ليس جديداً، ولكنه أصبح الآن أكثر أهمية بسبب انتشار المعلومات والمعرفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أقرب لبعضنا البعض أكثر مما مضى.

إن الشعور بعدم القدرة على التأثير في الأنظمة القائمة يؤدي غالباً إلى البحث عن بدائل خارج المؤسسات الرسمية.

ويعد الانترنت منصة فعالة لهذا النوع من المقاومة الشعبية حيث يتم تشكيل آراء ومجموعات ضغط جماعية قادرة على تغيير مسار الأحداث السياسية بشكل كبير كما حدث مؤخراً في العديد من البلدان العربية والتي عرفت بثوراتها الربيع العربي الشهيرة.

بالإضافة لذلك، هناك نقاش مستمر بشأن دور التكنولوجيا الحديثة وما اذا كانت عامل مساعد ام عدو للإنسان الباحث عن الحقائق والمعارف الجديدة.

فهي توفر طرق جديدة لفهم العالم ولكنها أيضاً قد تخلق بيئة مشبعة بالمعلومات المغلوطة والمضللة والتي تستغل سهولة الوصول اليها كوسيلة للتلاعب بعقول الجمهور العام.

وبالتالي يجب التعامل بحذر شديد عند استخدام مثل تلك المصادر وعدم قبول أي معلومة الواردة منها دون التحقق منها أولاً.

وفي النهاية تبقى العلاقة بين الإنسان وبين محيطه متشعبة ومتشابكة مهما تقدم العلم والتكنولوجيا لأن الطبيعة البشرية هي العامل الأساسي المتحكم بهذه العلاقات منذ القدم وحتى يومنا هذا .