ماذا لو كان مفتاح النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في المواجهة الشجاعة للتحديات الكبيرة مثل تلك التي عاشتها عبقريات الفضاء والرياضة المذكورتان، ولكن أيضاً في كيفية التعامل مع "التحديات الصغرى" اليومية التي نواجهها في حياتنا المهنية والشخصية؟

إن ما يميز الأشخاص الناجحين حقاً ليس قدرتهم على تجاوز العقبات الكبرى فحسب، بل بقدرتهم المتساوية على إدارة وإنجاز المهام الأصغر حجمياً والتي غالباً ما تعتبر أقل أهمية مقارنة بتلك المتعلقة بالأهداف البعيدة المدى.

إن الافتراض بأن القوة والدوافع تنبع حصراً من الأمور الدراماتيكية والمبتلية هي نظرة محدودة للغاية.

فلنفترض للحظةٍ أنه بدلاً من التركيز الدائم نحو الأفق البعيد للأحداث المستقبلية ذات التأثير العميق والذي عادةً ما يكون بعيدا عن متناول اليد حاليًا - كالوصول إلي مكان معين اجتماعيًا/مهنيًا مثلاً- هناك قيمة أكبر بكثير لمن يعيش اللحظة الحاضرة ويعطي اهتمام تام لكل تفاصيله الصغيرة والمتوسطة ويستمتع بها كامل الاستمتاع!

فهناك جمالٌ وتفوّقٌ عظيم يجدر بنا اكتشافُهُ فيما بين خطوط الحياة العادية والرَّوتينيّة اليومية؛ فالجزئيات الصغيرة تضفي معنى أعمق وأكثر ثراء للمسيرة العامة للفرد سواء كانت مهنية أم شخصية.

لذلك دعونا نقوم بإعادة تقييم أولوياتنا وتركيز طاقاتنا الذهنية والعاطفية لتحديد مصدر قوتنا الأساسي سواء جاءت عبر الإتقانات الجزئية أو عبر خوض التجارب الكبيره والمصيريه ولا شك بأنه كلا المصدرين ضروري لكل منهما دوره الخاص بحياة الإنسان .

#البيئة #نعيد #بيئي

1 تبصرے