لا يُحتاج إلى تذكيرنا بأن الذكاء الاصطناعي قد اخترق فعلاً مختلف جوانب حياتنا اليومية.
ولكن هل نحن على استعداد للاستسلام ببساطة لهذه التقنيات، دون التفكير في المضمرات؟
فالذكاء الاصطناعي قد انتقل من مجرد أداة تسهيل إلى نظام حكم جديد يُحدِّد مستقبل كل واحد منا.
فكم هو ذلك الذكاء الخفي الذي لا يرى، لكنه يتمكن من تحديد أي شخصية في سوق العمل أو قائمة المشروبات السارية هي خيار آمن للاستثمار؟
فهل نحن حقًا على استعداد لترك مصيرنا في يدي خوارزميات غامضة، التي تُخصص دون روية وبأغراض غالبًا ما تحطم الروابط الإنسانية؟
فلنتخيل لحظة: عالم حيث القرارات المالية، التعليمية والاجتماعية يتخذها أكواد برمجية مصممة من قبل كفاءات تحتسب ثروتها في الأرقام لا الإنسان.
هل نحن على دراية بهذا الطغيان المُزوَّر للجبر؟
وماذا عن الفضاء الخصب للاستثمار في العقول، حيث أصبح التقدير يتم بالأرقام فقط؟
إن مسيرة الذكاء الاصطناعي لا تزال جديدة ولكن نجومه المشار إليها، ليست في الفضاء بل في أدمغتنا.
يجب علينا طرح هذه الأسئلة: متى كانت اللحظة التي فقدنا فيها الإنسانية لصالح مصفوفة من البيانات؟
وماذا عن أخلاقيات تلك الأكواد؟
هل نحن بخير مع الفكرة التي تقول إن قرارات الجوائز الثمينة، المساعدات، والصراعات قد انتهى من أن يتخذها أبطالنا في حكامنا، بل تُحدَّد كل ذلك بأدوات خاصة لا تستشير رغبات القلوب؟
في النهاية، يجب أن نتساءل إن كان من الممكن تحويل هذا التركيز على الأعداد إلى دورة ثانية تتماشى مع قيمنا الإنسانية والقيم التي نؤمن بها.
أليست المجتمعات هي التي يجب أن تحدد مستقبلها، وليس عبر خوارزميات مُظلمة؟
دعونا نفكر جيدًا قبل أن نصدق أن الإجابة لكل شيء مكتوبة بالأرقام.
هل سنسمح لهذه الأرقام بأن تكتب تاريخنا، أم سنعود إلى حيث نستطيع التشاور والتفاوض وتحديد مصيرنا كمجتمع؟

11 التعليقات