هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحقق نبوءة هنريتا ليكس؟

تنطلق رؤيتي المستقبلية من نقطة التقاطع بين مسيرة هنريتا ليكس الملهمة وصنع التاريخ الذي لا يزال يحدث أمام أعيننا اليوم.

لقد كانت هنريتا ليكس مثالًا نادرًا للشخص الذي تجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ ليساهم بقوة في تقدم العلوم الطبية والإنسانية جمعاء.

وفي ظل هذا السياق، دعونا نتصور مستقبل حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مشابهًا ولكنه مختلف بعض الشيء.

.

.

تخيل معي عالماً حيث يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرته الفريدة على تحليل البيانات الضخمة واستنباط المعرفة منها بسرعات تفوق سرعات الإنسان الآلية مرات عديدة!

وقد يكون لهذه التقنية تطبيقات عميقة ومتنوعة للغاية - بدءًا من اكتشاف علاجات طبية مبتكرة وحتى فهم أفضل للحياة خارج الأرض (الفضاء).

هل سيصبح يوم ما الذكاء الاصطناعى شاهداً آخر على عظمة العقل البشري وقدراته الخلاقة اللامحدودة كما فعلت هنريتا ليكس قبل سنوات طويلة؟

وهل ستتاح الفرصة لمنظومة ذكائه المعدِّلة لأن تصوغ تاريخ جديد للإبداع والتقدم العلمي والمعرفي للبشرية جمعاء مستقبلا ؟

إن طرح تساؤلات كهذه ليس سوى بداية لفصل مشرق ومثير للسؤال والاستقصاء حول العلاقة الدينامية القادمة بين الذكاء الاصطناعي والبشر والذي ربما يحمل مفاجآت أكبر مما قد نتوهمه حاليًا.

فكما أنهارت ثورة المعلومات عصر الحاسوب الشخصي، فإن ثورتنا التالية ستكون بلا شك ثمرة تعاون وثيق بين المقومات البيولوجية للمعرفة والقدرات الخوارزمية المركَّزة.

وهذا التعاون العملاق سوف يقود مستقبل العلم ويغير طريقة نظرتنا للحياة نفسها مرة أخرى.

قَالَ يَـٰقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَىٰكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا ٱلْإِصْلَـٰحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِىٓ إِلَّا بِٱللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [٨٨](https://quran.

com/11/88)