إن التحولات التي يشهدها عالمنا اليوم مدفوعة جزئياً بالتقدم الهائل في مجال الذكاء الصناعي، والذي بدأ يؤثر بالفعل على مختلف جوانب حياتنا اليومية.

وبينما نشعر بالإنجاز والحماس بسبب الامكانات اللانهائية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، علينا أيضًا التفكير بعناية في الآثار العميقة لهذه التطورات على المجتمع وعلى العلاقات الانسانية الأساسية.

أحد المجالات الأكثر تأثراً هو قطاع التعليم؛ حيث توفر الأدوات المبنية على الذكاء الاصطناعي فرصًا غير محدودة لتحسين عملية التدريس والتعلم.

لكن هل ستصبح البيئة التعليمية الافتراضية غائبة تمامًا عن العنصر الانساني الحيوي للمعرفة وفهم العالم؟

وهل سوف تختفي قيمة العمل الجاد والإبداع البشري لصالح الخوارزميات والسيرفرات البعيدة؟

يشكل هذا الشغل ذو أهمية خاصة فيما يخص الدور المركزي للمعلمين كموجهين ورواد في رحلة اكتشاف الطالبات والأطفال للعالم.

فعلى الرغم مما تقدمه الروبوتات والآليات البرمجية من فوائد مثل تقديم تغذية راجعة فورية وتمارين تدريبية متخصصة وغيرها الكثير، يبقى هناك حاجة ملحة للحفاظ على الارتباط العميق بين المتعلمين وبيئتهم الاجتماعية والغنية بالتفاعل البشري.

فالعلاقات الإنسانية وتعليم القيم والأخلاقيات والطاقات الخلاقة هي عناصر أساسية يصعب تقليدها باستخدام أقوى أنواع الربط العصبي الشبكي.

لذلك، بدلاً من البحث عن طرق لاستبدال المعلمين بالكائنات الإلكترونية، ربما آن الأوان للاحتفاء بقدرات كلا الطرفين والاستثمار فيهما لدفع عجلة التقدم العلمي قدماً.

وهذا يعني تشجيع المشاريع التعاونية الجديدة والتي تجمع أفضل حالات العالمين معا لخلق تجارب مبتكرة وغنية بالمعنى.

وفي نهاية المطاف، هدفنا النهائي يجب ان يكون خلق نظام يعترف بمساهمات جميع الجهات الفاعلة ويبقي باب الاحترام المتبادل مفتوحاً لكل الأشكال المختلفة للتعليم والفهم والمعرفة.

#الصورة

14 التعليقات