إن الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية وسط تيارات العالمية وعولمة الثقافات يعد تحديًا كبيرًا تواجهه الأمم والشعوب اليوم.

فالهوية ليست مجرد مجموعة من الصفات الخارجية أو السمات الجسدية، بل هي جوهر الإنسان وروحه.

وعندما تسعى أي دولة للحفاظ عليها، فهي بذلك تؤكد على خصوصيتها وتميزها ضمن تنوع الحضارات البشرية.

ومن منظور إسلامي، يعتبر الدين جزءًا أساسياً من الهوية الوطنية والإنسانية.

وقد أكدت العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة الاعتزاز بالإسلام واحترام تعاليمه والقوانين المستمدة منه كجزء أصيل من كيان المسلمين وهويتهم الجمعية والفردية.

وبالتالي، يمكن اعتبار الالتزام بالشريعة الإسلامية عاملا رئيسيا لحماية واستقرار المجتمعات ضد مخاطر الذوبان الثقافي وفقدان الخصوصيات المحلية لصالح ثقافات خارجية قد تتعارض مع عقائد وقيم تلك الشعوب الأصلية.

كما تتطلب مسألة تحقيق التنوع الثقافي داخل المجتمع الواحد مراعاة حساسة للغاية بحيث يحترم الجميع حقوق الآخر ويتعامل معه بروح الأخوة والمساواة بعيدا كل البعد عن التعصب والتطرّف.

إن هذا النهج الوسطي المبنى على الاحترام المتبادل وتقبل الاختلاف هو الأساس لتحقيق الوحدة الاجتماعية والاستقرار السياسي لأي بلد يسعى نحو التقدم والرقي حضاريّا وثقافيّا ودينيّا وفي جميع جوانبه المختلفة.

#يقارب #يطرح #المدني #والعضلات

1 التعليقات