في ظل التحولات العالمية المعقدة والمتسارعة، يبدو أن دول المنطقة تسعى جاهدة نحو تحقيق الاستقرار والاستقلال الذاتي في قطاعات حيوية مثل الطاقة والدفاع.

ففي مصر، تأتي الاكتشافات البترولية الموعودة كخطوة نحو الأمام في سبيل الاعتماد الذاتي وتقليل الواردات النفطية المكلفة.

وعلى الصعيد الآخر، تتجسد جهود المغرب في تنظيم التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة كمؤشر واضح على الرغبة في تطوير قوة دفاعية قادرة على مواجهة أي تهديدات مستقبلية.

إن كلا النهجين يؤكد على مفهوم الأمن القومي الذي أصبح أكثر أهمية في العالم المضطرب حاليًا.

وفي حين تعتبر تلك الخطوات ضرورية، إلا أنها يجب أن تتم وفق منظور شامل يستند إلى السلام التعاوني بدلاً من السباق نحو التسلح الذي قد يزيد الوضع سوءًا.

كما أنه من الضروري دعم البحث العلمي والابتكار المحلي في هذين القطاعين الحيويين، حيث يمكن أن يقدم العلماء والباحثون حلولا مبتكرة وفعالة اقتصاديا بيئيا.

وفي جميع الأحوال تبقى الحاجة ماسّة لحوار بنّاء مبني على ثقة متبادلة وفهم مشترك لأهداف الطرفين.

ويبقى عالم الرياضة والفن شاهدا أمينا على تاريخ البلاد وهويتها الوطنية الخالدة.

فعلى الرغم من تحديات الزمن وظهور اتجاهات جديدة، يبقى الفنانون الكلاسيكيون مثل عبد الوهاب الدكالي مصدر إلهام لأجيال المستقبل ويذكّرونا بأصولنا الجميلة.

وكذلك الفرق الرياضية التي تناضل بلا هوادة للحفاظ على مكانتهم الأسطورية كالاهلي الذي يتصدى بشراسة لفريق بيراميدز في الدوري المحلي.

إن هذه النشاطات الثقافية والرياضية ليست فقط شكلًا من أشكال الترفيه، وإنما هي انعكاس لقيم المجتمع وطموحه وأفراح وانتصارات يومياته.

لذلك فلنشجع ونحتفى بمثل هذه الفعاليات لأنها تربط ماضينا بحاضرنا وتضمن انتقال القيم اللائقة للأجيال القادمة.