هل الحرية مجرد وهم؟

في عالم يدعي الديمقراطية بينما يقيد الفكر المختلف ويقمع الأصوات المعارضة، يصبح مفهوم الحرية مجرد سراب.

فالتكنولوجيا التي وعدتنا بكونها وسيلة للتقارب والنمو تتحول إلى أدوات للاستغلال والتلاعب بالعقول.

إن التقدم التكنولوجي الذي كان يفترض به أن يحافظ على ثقافاتنا وحضارتنا بات سببا في ذبول وتلاشيها أمام زحف التجانس العالمي المهيمن.

وفي نفس الوقت، يتم استخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر أجندات خاطئة وتوجيه الرأي العام نحو الاستهلاك والاستغلال الاقتصادي.

ألسنا أولئك الذين دفعوا ثمن تقدم العصر بحرية اختيارنا وبمقاييس العدالة الاجتماعية؟

إن فساد المؤسسات والنخب السياسية لا يعدو كونه انعكاساً لقدرتها على اختراق بنيتنا الأخلاقية عبر غرس مفاهيم زائفة عن النجاح والسعادة والحياة المثالية.

إذا أرادت الأمم تحقيق نهضة حقيقية فعليها أولاً تنقية بيئتها الداخلية بإزالة جذور الفساد وتعزيز قيم الشفافية والمساءلة لدى جميع مكوناتها بدءاً بالأسرة وانتهاء بالحكومة المركزية.

عندها فقط سوف تتمكن البشرية من جني فوائد العلم والمعرفة بعيدا عن أي مؤثر سلبي يؤذي جوهر كيانها وثوابتها الراسخة منذ القدم.

وهكذا تبقى المعادلة قائمة؛ الحرية مقابل الوهم.

.

.

أي طريق ستختار؟

!

1 Mga komento