بين الكم والكيف.

.

.

رحلة نحو التوازن في عالم تتقاذفه رياح الجشع وتيارات الاستهلاك، يصبح التفريق بين "الكم" و"الكيف" أمرًا ضروريًا.

إن سباق التملك وتجميع الثروات لا يجدي نفعًا إن افتقر المرء لفن إدارة تلك النعم واستخدامها بذكاء وهادف.

فعلى الرغم مما يحمله العدد الهائل من الكتب والمعلومات، إلا أنها تبقى عديمة الفائدة ما لم نقرأ ونطبِّق ما فيها.

وكذلك الحال بالنسبة للعلوم والمعارف المختلفة؛ فالهدف منها التطبيق العملي لتحسين حياة البشرية وجعل العالم مكان أفضل.

وهذا بالضبط جوهر رسالة سلسلة المانغا الشهيرة ون بيس، التي تسلط الضوء على أهمية اكتشاف الذات وبحث النفس عن معناها بعيدا عن قيود المجتمع والقوانين الصارمة.

فالعالم مليء بالأسرار والاكتشافات الجديدة، وعلى الفرد تحمل مسؤولياته تجاه نفسه قبل غيره.

ومن منظور آخر، يتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية مشاركة حقيقية للفئات كافة وصنع القرارات وفق رغبة الشعب الحر.

ولا مجال هنا لتداخل المصالح الخارجية أو فرض حلول جاهزة.

فعلى كل دولة وشعب تحديد مصيره بنفسه، إذ لكل شعب ثقافته وتقاليد وعاداته الخاصة والتي يجب احترامها والحفاظ عليها كجزء أساسي من هويته الإنسانية المشتركة.

وبالتالي، سواء تعلق الأمر بالإدارة الناجحة للنعم أم بالسعي نحو مستقبل مشرق مبني على حرية الاختيار واحترام الخصوصيات الثقافية، يبقى الدرس الأساسي واحد: التركيز على نوعية الحياة وجودة الأعمال بدلا من مجرد كمها.

فهكذا فقط سنصل لأنفسنا والعالم لما يستحقونه بالفعل!

#تربه #داخل #مؤثرة

1 Comentarios