التكنولوجيا.

.

صديق أم خصم؟

تبدو العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا أشبه بـ "العقد الاجتماعي".

فكما اتفق الناس قديماً على قوانين اجتماعية للحفاظ على النظام والاستقرار، كذلك ينبغي لنا اليوم وضع قواعد منظمة لاستخدام التكنولوجيا.

نعم، لقد فتحت التطورات التقنية آفاقاً واسعة للمعرفة والترابط العالمي؛ إلا أنها أيضاً تحمل مخاطر كامنة تتطلب منا اليقظة والحكمة.

فالركود أمام الشاشات لساعات طويلة يؤثر سلباً على صحتنا الجسمانية والنفسية، وقد يتحول الأمر لعزلة اجتماعية وفقدان التواصل البشري الواقعي.

ثم هناك مشكلة انتشار المعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة عبر وسائل التواصل المختلفة والتي باتت تهديداً جاداً للنسيج المجتمعي وتفكيك الروابط الاجتماعية القائمة منذ القدم.

وبالنظرة للفضاء الإلكتروني نفسه سنجده معرضاً لأنواع مختلفة من الاختراق والجرائم السيبرانية مما يجعل خصوصيات الأشخاص تحت الطوارئ دوماً.

بالإضافة لما سبق ذكره سابقاً بشأن تأثير التكنولوجيا عموماً ودورها المؤذي أحياناً للنظام التربوي عن طريق جعل المتعلمين يميلون أكثر لمعلومات سطحية سهلة النسيان وليست ذات أساس علمي متين.

وفي النهاية فإن المقصود هنا ليس الدعوة للتخلص منها نهائياً، ولكن تنظيم طريقة التعامل معها وضبط النفس خلال تواجدنا ضمن حدودها الافتراضية.

فعند حسن توظيف واستعمال أدواتنا الرقمية بإشراف مدروس ومحسوب سنضمن بذلك تحقيق أكبر قدر ممكن من فوائدها وتقليل العواقب الوخيمة لكل منها.

#لتكون

1 הערות