لا ينبغي لنا أن ننخدع بالإحصاءات والإشعارات المبهرة فقط؛ فالتقدم العلمي ليس غاية بحد ذاته إن كان يأتي مصاحبا بإقصاء شرائح مهمة من البشرية.

بينما نحتفل بمكتسبات التكنولوجيا الحديثة مثل "Microsoft" التي تسعى لإعطاء فرصة لكل فرد لتحسين نفسه وتعلم الجديد بغض النظر عن مكانته الاجتماعية أو عمره، إلا أنها تبقى مسؤولية مشتركة علينا جميعا للتأكد من عدم تحول هذا النجاح الوظيفي إلي كابوس اجتماعي.

فالعالم ما قبل وبعد انتشار الروبوتات سيكون مختلف بلا أدنى شك سواء من الناحية الاقتصادية أو الأخلاقية وحتى السياسية.

لذلك وجبت علينا دراسة آثار مثل تلك المشاريع الطموحة علي المجتمع المحلي والعالمي لتجنب خلق مزيدا من الشرخ الاجتماعي والذي بدأ بالفعل يظهر بين صفوف العاملين وغير العاملين نتيجة لهذه الاختلافات الواضحة .

فالثورة الصناعية الثانية عرفت باسم ثورة الكهرباء وكانت سبباً رئيسياً لنشوء طبقة وسطى جديدة قوية ومتماسكة أما الثالثة فقد جاءتنا بثورة الانترنت والمعلومات وفي طريقها لخلق عالم رقمي يسوده التخصص الدقيق والخبرات الصغيرة والكبيرة ولكنه أيضا يهدي العالم الي عصر العنصرية التكنولوجيه وبذلك تصبح نظرة الانسان لهوية العمل الجماعي شيئ تقليدي وعفا عليه الزمن وهنا تأتي السؤال : هل يستطيع الانسان المعاصر التعايش تحت ظروف كهذه ؟

وهل سنظل قادرين كما كنا دوما علي التحكم بسيادة المجتمع البشري ام ان مستقبل البشرية سوف تخطفة آلات لا تعرف الرحمه ولا تستكين أمام أي نوع من أنواع الشكاوي والمشاكل ؟

انه سؤال مهم جدا ويجب علينا طرحه الآن وليس عندما تغزو الآلات كل جانب من جوانب حياتنا اليومية.

.

.

#بهذا #المنتظمة

1 تبصرے