في ظل الثورة الصناعية الرابعة وما رافقها من تقدم تكنولوجي هائل، أصبح التركيز منصبّا نحو الاستثمار في الصحة والموارد البشرية كعنصر حيوي وأساس أي دولة حديثة.

لكن وسط هذا الزخم التكنولوجي، لا بد من وقفة تأملية لمعرفة مدى استعدادنا النفسي والمعرفي لهذا التحوّل الكبير.

فالدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية يتطلب وعياً مجتمعياً أكبر وفهماً أعمق لطبيعته ومتطلباته.

فعلى سبيل المثال، بينما تتجه المدارس نحو استخدام برامج تعليمية ذكية مبنية على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطلاب واقتراح طرق تعلم مخصصة لكل طالب، إلا أنه ينبغي التأكيد أيضاً على أهمية تطوير المهارات اللينة لدى طلابنا كالقدرة على التواصل الفعال والإبداع والنقد البناء؛ لأن هذه هي الصفات التي ستضمن بقاء الإنسان مركز الاهتمام حتى وإن انتشر الذكاء الاصطناعي بشكل واسع.

بالإضافة لذلك، يجب ألّا ننسى دور الطب التقليدي جنبا إلى جنب مع الطب الحديث المبني على البيانات الضخمة والخوارزميات المعقدة.

فالطب البديل والأعشاب الطبيعية وغيرها من العلاجات غير الدوائية غالباً ما توفر حلولا سهلة وغير مكلفة لكثير من المشكلات الصحية الشائعة ولديها فوائد مثبتة علمياً.

ومع ذلك، تبقى الوقاية أفضل دواء كما يقال دائماً، وبالتالي فلابد من زيادة الوعي المجتمعي بممارسات النظافة الشخصية واتباع نمط حياة صحي بما فيه الكفاية من النوم والرياضة والغذاء الصحي.

ختاما، علينا كمواطنين مسؤولين أن نعمل معا يد واحدة، حكومة وشعبا، لإيجاد توازن بين الاحتفاء بالتقدم العلمي والسعي لحماية تراثنا وثقافتنا وهويتنا العربية الأصيلة.

فقط بذلك يمكن تحقيق نهضة عربية حقيقية قائمة على العلم والمعرفة والتكنولوجيا المتجددة دوماً!

1 تبصرے