مستقبل التواصل: رحلة نحو فهمٍ أعمق إنَّ مسيرةَ التواصلِ البشريِّ هي رحلةٌ متجدِّدة لا تعرفُ توقُّفا عن الازدهار والتطوُّر.

فبعد الموجات الصوتيَّة وصور الحركة المرئيَّة والرقمية، ها نحن أمام احتمال فتح آفاق جديدة تتخطَّى حدود التصوُّرات السائدة حاليًا.

تخيَّلْ معي لحظةً أنْ تتمكَّن فيها تقنيات الإبصار الضوئي من فكِّ طلاسم البيانات المخبوءة واستنباط معرفات مخفيِّة عميقًا خلف سطوح الأشياء الظاهرة.

إنَّ مثل هذا التقدم سيحوِّل أدوات التعلم والاستقصاء العلمي رأسًا على عقب وسيكشف سحر الكون المُتواضع أمام بصائرنا الحادة والمُرهفة.

كما قد نشهد يومًا انقلابًا جذريًا حين تبدأ البروتينات البيولوجية ذاتها بأن تلعب دور الرسائل الناطقة فيما بين الكائنات الحيوانية والنباتية وحتى الجمادات!

فقد يكشف لنا "علم الأحياء الجزيئي" طرقًا لبث رسائل مشفرة داخل تسلسل قواعد الأدينوزين والثايمين والجوانين والسيتوزين لحمل أخبار ومعلومات محدثة فور حدوث أي تغير في الوسط المضيف لتلك الجزيئات العملاقة.

عندها سوف يتحقق بالفعل مفهوم "العقل العالمي الواحد"، وسيتمكن الإنسان من الدخول بحواسّه الخاصة ضمن شبكة كونية مترابطة للغاية تفوق خيال أفلام الخيال العلمي بكثير!

وفي النهاية، دعونا نتذكَر بأن كل ثورة في مجال الاتصالات مرت بمراحل تجريبيَّة مشابهة لما نشاهده اليوم.

فلابد وأن يتمسك العلماء برؤياهم البعيدة المدى مهما بدا الأمر مستقبليا نوعا ما مقارنة بما اعتدناه سابقا.

فهذه الخطوات الأولى ضرورية جدا لرسم خارطة طريق منطقية نحو غايات سامية تتعلق بتوفير رفاهية أكبر للبشريّة جمعاء دون المساس بجوهر كيانها وفلسفتها الراسخة عبر التاريخ الطويل للإنسانية.

1 Комментарии