يسعى العالم الحديث لتحقيق معادلة صعبة تجمع بين فوائد التطور التكنولوجي وأهميته للحياة المعاصرة وبين ضرورة حفظ قيم المجتمع وهويته الثقافية الأصيلة.

فعلى الرغم من ما تحمله التكنولوجيا من فرص عظيمة لتحسين حياة الإنسان وتوسيع آفاق معرفته؛ إلا أنه يجب الانتباه إلى الآثار الجانبية لهذا التقدم والتي قد تشمل فقدانا لبعض المهارات الحياتية والقدرات الذهنية كالتفكير النقدي والإبداعي.

فالتركيز الزائد على تلقي المعلومات عبر الشاشات الرقمية قد يؤدي لإضعاف ملكات الفرد وقدراته الشخصية مقارنة بالأجيال الماضية ممن اعتمدوا أكثر على التجارب العملية والتفاعل الاجتماعي كوسائل رئيسية لاكتساب العلم والمعرفة.

ومن هنا برز دور التعليم في تحقيق التوازن المطلوب إذ عليه مسؤولية كبيرة ليس فقط بتوفير الأدوات التقنية الحديثة وإنما أيضا بغرس القيم وترسيخ عادة التعلم الذاتي الذي يقود للطالب كي يصبح مبدعاً وفكرياً.

كما ينبغي دعم النشاط البدني والفعاليات المجتمعية لما لها من أثر كبير في تطوير الذكاء العاطفي وبناء شخصية سوية قادرة على التعامل بحكمة واتزان مع متغيرات الزمن المختلفة.

فالعصر الرقمي بلا شك سيستمر بالتوسع ولكنه لا يستطيع أبداً أن يعوض غياب تلك المهارات الإنسانية الفريدة!

1 コメント