التحول الرقمي.

.

بين الفرصة والضرورة

تواجه المجتمعات اليوم ثورة رقمية واسعة النطاق تؤثر على جميع جوانب الحياة تقريباً.

إن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة يقدمان فرصاً رائعة لإحداث تحولات جذرية في قطاعات متعددة بدءاً بالتعليم وانتهاءً بالرعاية الصحية والاقتصاد.

ومع ذلك، يجب التعامل بحذر شديد عند التكامل بين التقنيات الجديدة والقيم الاجتماعية والأخلاقيات الفردية والجماعية.

فالتطور التكنولوجي يجب ألا يأتي على حساب الانتصار لقيمة التواصل البشري الأصيلة والعلاقات القائمة على التعاطف والرعاية المباشرة.

وفي حين يمكن للتكنولوجيا أن تسهّل العديد من الأمور وتعزّز الإنتاجية، تبقى الحاجة ملحّة للحفاظ على اللمسة البشرية في مجال الرعاية الصحية مثلاً، إذ يؤكد المختصون دوماً على ضرورة بقاء الطبيب جزءاً محورياً في عملية التشخيص والعلاج بغض النظر عن مدى تقدم الأنظمة الذكية.

أما بالنسبة لسوق العمل والوظائف، فتفرض الحقائق المتسارعة نفسها مدفوعة بفكرة "إتقان مهارات الماضي للاستعداد لحاضر الغد".

فالجمع المناسب للكفاءات القديمة والحديثة هو مفتاح النجاح الشخصي والجماعي في هذا السياق.

أخيرا وليس آخراً، لا بد وأن نسخر التكنولوجيا لصالح حماية كوكب الأرض ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، بحيث تصبح المباني والطاقة والنقل وغيرها من القطاعات صديقة للبيئة وبطرق مبتكرة وغير تقليدية.

باختصار، نحن أمام منعطف تاريخي هام للغاية، ويمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي بمثابة بوصلة توجه مسرى سفينة الحضارة الإنسانية نحو مستقبل مزدهر وآمن إذا أحسنّا إدارة دفته.

#الواقع

1 التعليقات