الأزمة الوجودية في عصر المعلومات: بين تشتت الانتباه والقوة التغييرية للمعرفة

في عالم تغمره البيانات والمعلومات، أصبح تحدي الفصل بين الحق والباطل أمر بالغ الصعوبة.

إن الكم الهائل من المعلومات التي نواجهها يوميًا - سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المصادر الأخرى – يجعل من الصعب تحديد مصداقية المعلومة وموثوقيتها.

كما يؤثر ذلك سلباً على تركيزنا وقدرتنا على التحليل العميق والتفكير النقدي.

وهذا يشكل خطرًا كبيرًا؛ فهو يعرض الأفراد لخطر تبني معلومات خاطئة وتكوين آراء مبنية عليها.

ومن ثم، يتطلب الأمر تطوير مهارات جديدة مثل: القدرة على تقييم المصادر بشكل صحيح, وتمييز الأخبار المزيفة عن الواقعية منها وفحص الموضوعية عند التعامل مع مختلف المنشورات الإعلامية والمحتويات الرقمية.

بالإضافة لذلك ، يتعين علينا تشجيع ثقافة الاستقصاء والحوار المبني على الاحترام لإثراء المناظرات العامة والبناء عليها.

وعلى الرغم مما سبق ذكره حول أهمية التكنولوجيا الحديثة ودورها الكبير إلا أنه ينبغي عدم تجاهل تأثيراتها السلبية أيضًا والتي تستوجب اتخاذ خطوات عملية لمكافحة انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة وتوجيه الشباب نحو استخدام الوسائط الإلكترونية بحكمة وانتقائية أكبر وذلك للحفاظ علي سلامتهم الذهنية والنفسية وكذلك سلامة المجتمع برمته .

وفي حين أكدت الدراسات الحديثة فوائد الذكاء الاصطناعي واستخداماته المختلفة في المجالات الطبية والعسكرية وغيرها الكثير إلّا أنها أبانت أيضا مخاطره المحتملة وعلي رأس أوليات تلك المخاطر سيطرة الآلات الروبوتية علي بعض الوظائف البشرية وبالتالي زيادة نسب البطالة عالمياً.

وهنا يأتي دور مؤسسات التعليم بإعداد جيل قادر علي مجابهة متطلبات سوق العمل المستقبلي بما فيها اكتساب مهارات مستحدثة كالذكاء الصناعى وبرمجياته المختلفة لتحقيق تكامل بشري آلي بنَّاء ليسود الانسجام بينهما وليضمن لكل فرد فرصه للاستقرار المهنى والمعيشى بدون ظلم أو اضطهاد اجتماعي .

لقد آن الأوان لإعادة النظر جذرياً في نظرتنا للعالم من حولنا وكيف تؤثر عليه تغيراته الجذرية باستمرار .

.

.

.

.

فلنرسم معا مستقبل أفضل !

!

#البشري #ينهار

1 মন্তব্য