في حين أن البدايات الأولية للإنسان—مثل أولى أصواته وأسمائه التي تُهدى إليه—تُعتبر علامة مبكرة على هويتنا وشخصيتنا، إلا أنها ليست النهاية القصوى للقصة.

إن الرحلات الحياتية هي التي تحدد حقاً من نحن وما سنصبح عليه.

فلنتخيل مثلاً "شوق"، حاملةً هذا الاسم الذي يعبر عن شغف وحب لا متناهيين.

لكن ماذا لو عاشت حياة لم تعرف فيها الحب إلا مرة واحدة، ولم تشعر بالحنين إلا قليلاً؟

هل سيظل اسمها مرادفاً للحب والشوق؟

بالطبع لا.

وبالمثل، "عدنان" الذي يعني الثبات والدوم، قد يصبح شخصاً متحركاً ومغامراً بعد سنوات طويلة من التجربة.

الأمر الأكثر أهمية هنا هو أن الحياة هي القصة التي نتكاتبها يومياً.

الأسماء والأصوات الأولى هي مجرد بداية الفصل الأول، بينما الأحداث والتجارب هي التي تكتب باقي الكتاب.

فالرجل الذي يبدأ حياته بشوق شديد قد يتحول ليصبح عدنان الثابت، أو العكس صحيح.

هذه هي الجمال الحقيقي للموضوع: القدرة على التحول والتطور، حتى وإن كنا قد بدأنا برؤية ثابتة.

إنه يتعلق بكيف يمكن للأفراد تغيير مساراتهم عبر الزمن، وكيف يمكن لهم كتابة قصصهم الخاصة بغض النظر عن بداياتهم.

لذلك، بينما نستعرض أسماء الأطفال حديثي الولادة أو نقرأ عن الشخصيات التاريخية، فلنعترف بدور الحياة في تشكيلنا أكثر من أي شيء آخر.

لأن القصة الحقيقية لا تبدأ عند الميلاد ولا تنتهي بالموت، بل تستمر طوال العمر كله.

#حضور #مترابطة

1 Komentar